خالد بن حمد المالك
مسكينة فلسطين، فقد خانها المرتزقة من بعض أهلها وعربها ومسلميها، ولم يقف مدافعاً عنها وعن شعبها إلا الشرفاء في هذه الأمة، بمالهم وعتادهم وصوتهم ورجالهم منذ اللحظة التي أعلن فيها عن دولة إسرائيل، لكن -وعلى طريقة ذر الرماد في العيون- هناك من يتطاول بالنيل من المواقف التاريخية الثابتة للدول والأنظمة والقادة والشعوب التي كانت ولا تزال القضية الفلسطينية بالنسبة لهم هي القضية الأولى في ضمائرهم، وأن لا قبول بسلام يستثني القدس، أو يحول دون عودة فلسطينيي المهجر إلى بلادهم.
* *
هؤلاء المرتزقة الذين ظلوا يرددون اتهامات للشرفاء في هذه الأمة، متجاهلين التاريخ والمواقف والحقائق، وكلها تدينهم وتعريهم وتكشف أكاذيبهم وحقدهم على المملكة، وبينهم من يدعي كاذباً غيرته على القدس، وفيهم من الفلسطينيين أنفسهم من يتآمرون على القضية، ويعملون جواسيس لإسرائيل، ولا يترددون عن الكيد لأبناء جنسيتهم، مفضلين المال الإسرائيلي على أن يكونوا سجناء مع الشرفاء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، دون وازع من ضمير، أو موقف شرف ونخوة نحو من أهدر دمه من الفلسطينيين لتحرير الوطن من المحتل.
* *
فما هكذا تورد الإبل أيها الخونة، وما هكذا يكون التعامل مع القضية الإستراتيجية الأولى على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وهل من موقف تكفرون به عن هزالة تعاطيكم مع قضايا الأمة المصيرية وبينها القضية الفلسطينية؟ أم أنكم ستظلون عملاء لإسرائيل وإيران؟ تقبضون ما تقبضونه من مال حرام، وتبيعون به شرفكم ونخوتكم، وتتنازلون عن حقوقكم، وتتخلون عن الأحرار والشرفاء من أبناء جلدتكم.
* *
تباً لكم أيها المارقون، ويا للعار أيها الخونة مما تقومون به من عمالة وخسة، فقد انكشف الغطاء مرة بعد أخرى، بما لا حجة لكم لتغطية سوءات أعمالكم، ولا قيمة لمواقفكم إلا في مزبلة التاريخ، فامضوا هكذا، تلعنكم الدولارات التي تقبضونها من إسرائيل وإيران وقطر لبيع ضمائركم بهذه الخسة، وبهذا الثمن الحرام، غير عابئين بمن يقضي عمره من الفلسطينيين الأحرار تحت تعذيب المحتل والقهر في سجون إسرائيل، وغير مكترثين بالموقف السعودي المساند والداعم للقضية الفلسطينية ولكل قضايا العرب، ليكون مثلاً لكم ولغيركم.
* *
هؤلاء المرتزقة من العرب - وتحديداً من فلسطين وسوريا ولبنان -، لا يجدون ما يستر عورات خياناتهم إلا بإلقاء التهم جزافاً على مواقف المملكة، وكأن التاريخ والشرفاء في عالمنا لا يعرفون شيئاً عن مواقف المملكة الداعمة للقضية الفلسطينية، وعلى رأسها وأولوياتها القدس الشريف، بينما يتحدث هؤلاء ويطلقون أبواقهم بدناءة ضد المملكة، وهم على بعد أمتار من التمثيل الإسرائيلي في قطر، حيث قناة الجزيرة المشبوهة التي يتم توظيف برامجها بما يخدم إسرائيل، ويثبت القدس عاصمة أبدية لها.
* *
نقول للشرفاء والأحرار وأصحاب الضمائر الحية إخواننا وأخواتنا في فلسطين، ابقوا على مواقفكم المشرفة ضد عدوكم، وتمسكوا بحقوقكم، فالمملكة معكم، ولن تتخلى عنكم، وسنظل الداعم والمساند الأول إلى جانبكم، ولا ضير أن يخرج من صفوفكم نفر يبيع أرضه ويتعاون مع عدوكم في سبيل حصوله على حفنة من دولارات لا تساوي دم شهيد أو إصابة مواطن فلسطيني واحد يدافع بصدر عار عن حقوقه، ويد لا تملك إلا الحجارة لمقاومة صلف وعدوان وجبروت الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح، فالقدس ستعود يوماً إلى حضن فلسطين بوصفها عاصمة للدولة الفلسطينية، أبى من أبى وعارض من عارض، فلا يمكن أن يضيع حق وله مطالب.