سعد الدوسري
لا بأس، نحن معتادون على ذلك.
منذ الستينات، ونحن ندفع ضرائب نجهلها، لمجرد كوننا ننتمي لهذه الجغرافيا الاستثنائية، ولهذه الوحدة الوطنية التي باركها الله، لتكون خادمة للحرمين الشريفين، ولضيوف الرحمن، القادمين من كل أصقاع العالم.
الثمن هو أن نُتَّهم دوماً بما ليس فينا.
نفتح أبوابنا للراغبين في مشاركتنا مسيرة التنمية، ونعدّهم أشقاء الروح، وندين لهم بالوفاء، فيعتبرنا بعضهم متعالين عليهم، وعلى شراكتنا معهم.
نقدم الدعم المالي، مما حبانا الله به من خيرات، لكل دولة تمر بأزمة، فينظر البعض لدعمنا على أساس أنه فرض قسري علينا، وأننا لا نستحق أن نكون أصحاب المال، بل هم.
نشارك كطرف رئيس في برامج دعم مكافحة الإرهاب، ونكون أصلاً أكبر ضحاياه، فيصنِّفنا البعض كمصدر للتطرف وللعمليات الانتحارية.
نعمل مع كل الدول المتقدمة، للاستفادة من التقنية المتطورة اللازمة للتحديث الاجتماعي التنموي، فنكون في نظرهم مجرد بدو، لا همّ لنا سوى الأكل وتعدُّد الزوجات.
ها نحن اليوم، نشهد مجدداً أقسى الحملات، لكن الفارق هذه المرة أننا مسلحون بإنجازات جديدة لم تتوفر من قبل، وأننا لن نحتاج أن نتعب أنفسنا في الرد على المتحاملين.