«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
أكدت بلادنا ومن تأسست على يد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - أنها دولة الأفعال لا الأقوال، وأنها كانت وما زالت بجانب فلسطين وشعب فلسطين منذ اللحظات الأولى لوعد بلفور المشؤوم، وسخّرت كل إمكاناتها وطاقاتها وحتى جنودها البواسل الذين شاركوا في حرب 1948م، ورغم أنها ليست بحاجة للدفاع عن نفسها أمام هذا التحامل البغيض الذي يشنه الحاقدون والكارهون للمملكة ومن يقف خلفهم من عناصر مأجورة يعرف الجميع من هم ولصالح من يعملون ويجعجون في الصحف والمواقع الصفراء متحاملين على وطن الإسلام والسلام وهم في أوكارهم القذرة مثل الفئران والصراصير ومحاولة الإساءة لقادة الوطن. بل بلغ بهم الحقد إلى الإساءة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين غداة اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل. وعلى الرغم من البيان الواضح من مقام (الديوان الملكي السعودي) والذي أعربت فيه عن استنكارها وأسفها الشديد لقيام الإدارة الأمريكية باتخاذها، بما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي. ويضيف البيان:
«إن هذه الخطوة، وإن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها، إلا أنها تمثل تراجعاً كبيراً في جهود الدفع بعملية السلام، وإخلالاً بالموقف الأمريكي المحايد - تاريخياً - من مسألة القدس، الأمر الذي سيضفي مزيداً من التعقيد على النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وتأمل حكومة المملكة العربية السعودية في أن تراجع الإدارة الأمريكية هذا الإجراء وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وتجدد التأكيد على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية ليتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة ولإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة». ومع هذا البيان الواضح وما تضمنه من استنكار المملكة وأسفها الشديد لخطوة الرئاسة الأمريكية إلا أن هناك من أغفل الحقائق وتعمد لتجاهل تاريخ المملكة المشرف والمنحاز لحقوق فلسطين وشعبها الأبي.. وهكذا نجد أن هناك من يسعى لنشر الأكاذيب ويتعمد تضليل الرأي العام في المجتمعات العربية والإسلامية والإساءة لمواقف المملكة ودعمها لفلسطين ومحاولات يائسة بائسة لفرض تصوراتهم وأفكارهم الممزوجة بالأكاذيب التي تتنافى مع سياسة قيادة المملكة وشعبها الذي لم يبخل بالدعم المالي والمعنوي منذ الاختلال الغاشم لأرض فلسطين الحبيبة.. والمثير للأسف أنك تجد في صحف صفراء عربية من يكتب المقالات الطوال منددًا بالمملكة وبقادتها الكرام الذين كانوا من أوائل الداعمين لفلسطين. وجميعنا يذكر كيف شاركنا ونحن صغار بريال «فلسطين» وكنا نحرم أنفسنا من وجبة «الفسحة» لنتبرع به لفلسطين. وكم شكلت لجان على مستوى المملكة لدعم الشعب الفلسطيني فجمعت الملايين ومئات الآلاف من «بالات» الملابس الجديدة التي أرسلت للأشقاء في فلسطين. ولا يمكن أن ننسى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ومنذ كان أميرًا بكل ما من شأنه يدعم ويسهم الأشقاء في فلسطين في مواجهاتهم وفي معاناتهم مع الاحتلال، وها هو من أوائل الذين تبرعوا بدمائهم من أجل فلسطين. وماذا بعد إن مواقف القيادة والشعب السعودي تجاه فلسطين شمس مشرقة لا يمكن حجبها، وجهودها عظيمة شامخة وسامقة كنخيل هذا الوطن ومنارات مقدساته في الحرمين الشريفين.