شرَّف سمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود الرئيس الفخري لمركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي المؤتمر الاحتفالي باليوبيل الذهبي لليونسيترال بعنوان (عالمية التوجهات في تسوية المنازعات.. تيارات التنسيق والاتساق في مجال التحكيم الدولي)، وذلك في الفترة من 9/ 10-12-2017م بالقاهرة بقاعة مؤتمرات مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي.
وفي حفل الافتتاح الذي تحدَّث فيه كل من سمو الأمير والدكتور نبيل العربي رئيس مجلس محافظي مركز القاهرة الإقليمي والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والدكتور جاستون كينفاك رئيس الدورة التاسعة والأربعين للجنة اليونسيترال والأستاذ هوجو هانز سيبلسز الأمين العام للمحكمة الدائمة للتحكيم بلاهاي (هولندا) تقدم سموه بالشكر لكل من ساهم في تنظيم هذا المؤتمر الذي شهد حضور ممثلين رفيعي المستوى عن لجنة اليونسيترال، إضافة إلى صفوة من المحكمين والمحامين الدوليين، وتمثل قائمة المشاركين فيه (26) دولة.
كما ارتجل سموه كلمة بمناسبة (50) عامًا لليونسيترال الذي أدى خدمات جليلة للعالم؛ فهناك كثير من الدول أخذت بهذا القانون النموذجي، وطبقته كما هو؛ وبالتالي ساعدت كثيرًا من الدول، ومنها الدول العربية.
نحن في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد -حفظهما الله جميعًا- تطور عندنا القانون والتحكيم بصفة خاصة المستمد من الشريعة الإسلامية. هذه الشريعة التي كثير من الناس قد يجهل قوانينها، ونحن نعلم أن المعاملات الأصل فيها الإباحة؛ وبالتالي أصبحت هناك مرونة كبيرة في الشريعة الإسلامية، ويجب علينا استخراج هذه الكنوز من هذا البحر العظيم.. فمثلاً التحكيم مشهور ومعروف بأنه في التجاري، وهذا ما يأخذ به أغلب القوانين العالمية، وهذا ما أخذت به الشريعة، بل تزيد على ذلك بأن أجازت بالتحكيم الجنائي، وكذلك التحكيم في الأحوال الشخصية، وهذا ما يطالب به بعض فقهاء القانون في العصر الحديث.
إذًا أعطت الشريعة الحرية للأطراف ما لم تمس السيادة أو النظام العام في تلك الدول، إنما أعطت الحق الشخصي؛ لكي يذهب للتحكيم متى ما أراد ذلك. هذه المرونة العظيمة لا تجدها في كثير من الأنظمة الدولية.
كما ذكر سموه بمناسبة الاحتفاء باليونسيترال أنه قبل عشرين عامًا درس بعض الاتفاقيات التي وقَّعها جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله- إبان توحيد المملكة العربية السعودية فكانت هناك ملحقات في هذه الاتفاقيات، فوجد مناسبة دراسة ما جاء فيها من تحكيم، ومقارنته باليونسيترال (نظام التحكيم النموذجي). ومن الغريب أنه وجد التشابه الكبير بين النظام الذي وضعه الملك عبد العزيز في اتفاقياته واليونسيترال، وهو سابق لليونسيترال بأكثر من ثلاثين عامًا. هذا التطابق والتشابه الكبير يدل على نباهة جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله- ومستشاريه الذين أعدوا هذه الاتفاقيات.