حل الأستاذ سليمان السالم، كبير مذيعي التلفزيون السعودي، ضيفًا على اثنينية الذييب الأسبوع الماضي، حيث قدم محاضرة حول فن الإلقاء الفعال ومواصفات المتحدث الماهر.
في بداية حديثه بيّن الأستاذ سليمان السالم، للحاضرين بأن المعلم الأول لسحر البيان والأنموذج الأوحد في فن الخطاب هو القرآن الكريم، وذلك لما له من أسلوب يتسم بالبلاغة والسهولة في نفس الوقت، كما يتحلى بالإيجاز والصور البلاغية التي تنقل الرسالة والمعنى لقارئ القرآن بشكل سريع ومباشر، مشيرًا إلى قوله تعالى: «وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أن يُكَذِّبُونِ» يدرك جيدًا أهمية أن يتحلى الخطيب أو المحدث للناس بمواصفات خاصة تميزه عن غيره في إشارة إلى ضرورة اختيار الشخص الصحيح للحديث لكي تصل الرسالة ويحدث التأثير. كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان من أهم مميزات حديثه الإيجاز والفصاحة. فكان يفهم حديثه لدى الناس بمختلف فئاتهم.
ويشرح الاستاذ السالم أن المشتغل بالإذاعة والإلقاء لا بد أن يتحدث بكل جوارحه وأن يفعل كافة أدواته الصوتية والحركية. فالأداء الإلقائي يحتاج لأن يفعل الملقي كافة أداوته وأن يتحكم في صوته وينوع حتى في ارتفاعه أحيانًا وانخفاضه بحسب ما يراه مناسبًا لإيصال فكرته أو موعظته أو رسالته بشكل عام.
ومن ضمن الأساسيات التي يجب أن يتحلى بها أي مذيع هي ضرورة أن يقدم للمتلقي المعلومة الصحيحة التي تجذبه للحديث، مع ضرورة إدراك أهمية توزيع التركيز على جميع الأفراد المتلقين لكيلا يشعر قسم منهم بالتجاهل على حساب قسم آخر، وذلك أن يوزع نظره بين الحين والآخر على الحاضرين لكي يشعر كل فرد أن الحديث موجه إليه خاصة. يقول الأستاذ سليمان: «إن ما يجعلنا نفضل خطيبًا على آخر، أو حتى أن نستمع للقرآن الكريم من قارئ دون غيره هو مدى تمكنه من أدواته التي ينقل بها إلينا النص القرآني أو نص الخطبة». ويؤكد السالم على أن الأمر يحتاج إلى تدريب ودراسة لكي يتمكن الشخص من امتلاك أدواته والعمل بها.
وعلى الرغم من ذلك فإن كلاً منا، والحديث للسالم، لديه واحدة أو أكثر من هذه الأدوات، وبالتالي يمكن لأي شخص أن يطور من مهاراته لاستخدامها فيما بعد في علاقاته بأصدقائه أو أبنائه وغير ذلك.
وفي نهاية الندوة دعا الأستاذ سليمان الآباء إلى تدريب أبنائهم منذ الصغر على القدرة على الحديث والمناقشة أمام الكبار. الأمر الذي يكسبهم الثقة في أنفسهم منذ الصغر.
بعد المحاضرة تقدم الأستاذ حمود الذييب بالشكر الجزيل للأستاذ سليمان السالم على حضوره الندوة وقدم له درع الاثنينية التذكاري مقدرًا له محاضرته القيمة.