د.عبدالعزيز العمر
العبارة (أبو أربع عيون) التي وردت في عنوان هذه المقالة هي العبارة التي تلفظ بها أحد المعلمين تجاه أحد الأطفال الذي كان يرتدي نظارة طبية لضعف في بصره (حفيد أحد أقاربي). لقد ضربت هذه العبارة في أعماق ووجدان ومشاعر ذلك الطفل فجاء إلى والده مشتكياً جرحه النفسي. بعض المعلمين للأسف يقول الكلمة لا يلقي لها بالاً فتهوي بالطفل في مكان سحيق، بل وقد تحرف مستقبله، وهذا ليس من باب المبالغة. كل الدراسات والبحوث تؤكد أن للكلمة مفعول السحر على حياة الطفل وعلى مستقبله التعليمي (إيجاباً أو سلباً)، يجب أن يعرف المعلمون أن للكلمات قدرة هائلة (power of words)، فمنها ما تسبب في فقدان البعض لأعمالهم، ومنها ما تسبب في قتل صاحبها. نقل لي أحد أحفادي أنه سمع معلمهم ينادي أحد زملائه في الفصل بقوله: (قم أنت يالدب). دعوني أعرض عليكم باختصار بعض من العبارات التي ترد أحياناً على لسان بعض المعلمين بحق طلابهم الصغار، وهي عبارات يستسهلها المعلمون لكنها في الواقع يمكن أن تحيل حياة الطلاب إلى بؤس ومعاناة وتخلف دراسي، ومن تلك العبارات: (أنت ما أنت فالح في الرياضيات)، (زميلك محمد أنجز عملاً رائعاً، أعمل مثله)، (أنت أصقه ما تسمع)، (أنت يا أبو ثوب أصفر)، (أهلك ما لقوا لك غير هذا الاسم المضحك)، (سؤالك هذا سؤال غبي). أسألكم بالله هل يمكن أن يتعلم طفل وهو يسمع من معلمه مثل هذا السيل الجارف من العبارات الجارحة المؤذية نفسياً.