رقية سليمان الهويريني
حين وصل مؤشر السوق الأمريكي للصناعات (الداو جونز DJIA) للعشرين ألف نقطة في بداية 2017م وضع الاقتصاديون أيديهم على قلوبهم وصاروا ينظرون للمؤشر بتفاؤل مشوب بالحذر لوصوله هذا المستوى، أما المستثمرون فبدؤوا يعلقون الآمال على تحقيق أسهمهم المكاسب المنتظرة بعد أن كان يترنح في مناطق 10000 نقطة!
في تلك الأثناء كتبت مقالاً بعنوان (الداو جونز، وبلوغ العشرين!!) وضمنته مخاوفي وصعوبة التنبؤ بدور الحكومة الأمريكية الجديدة آنذاك في التعامل مع المؤشر! ولم أخفِ شفقتي على المستثمرين الأمريكان من النكسة، وخشيتي أن يفقد البعض عقولهم أو أرواحهم بعد خسارة أموالهم مثلما حصل لنا بعد بلوغ مؤشر الأسهم السعودي 20.000 نقطة!
وبعد نشر المقال علق القارئ عبدالله المناع وقلل من أهمية المؤشر الأمريكي الداو جونز وأن ارتفاعه تافه أمام ارتفاع عملة (البيتكوين) الافتراضية ونصحني أكثر من مرة بشرائها وأبدي تفاؤله من ارتفاع العملة وكانت حينها دون 1000 دولار ولكنني لم أقبل نصيحته فقلبي الصغير لا يتحمل خسارة بسبب أمر مجهول وغامض!
والبيتكوين عملة إليكترونية اخترعها ديفيد شوم عالم الرياضيات الأمريكي في عام 1987م تقوم على أساس بروتوكولات التشفير وما بين عامي 1998- 2005 تم تطوير مشروع bit Gold وفي عام 2008م قام الياباني ساتوشي ناكاموتو بتقديم ورقة بحث علمي وكان هدفه تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غيرت بها شبكة الإنترنت أساليب النشر وقام بعمل أول موقع ودومين باسم bitcoin.
ولم تصل شهرة البيتكوين إلا في عام 2011 حيث ساوى في سعره الدولار ثم اليورو، إلا أنه تعدى ألف دولار في الولايات المتحدة في عام 2014 برغم التحذيرات من البنوك المركزية العالمية من شرائه! وفي عام 2015 افتتح على 314.59 دولار وأغلق في اليوم التالي على 263.63 دولار وفي عام 2016 تم تداوله عند 600 واعترفت به البنوك الألمانية ووصل إلى 1000دولار في بداية 2017 ثم توالى سعره حتى وصل إلى 13000دولار عند كتابة المقال!
ولا أخفيكم أنني جلست أعدد مكاسبي لو قبلت نصيحة القارئ الناصح بشراء العملة المتمردة المجنونة التي تتنامى مكاسبها يوميًا! ولكنه مكسب مشوب بالخوف والرهبة والرعب، وليس مثل راحة البال مكسب!