د.عبدالعزيز الجار الله
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من الصراعات التاريخية التي تحتاج إلى حلول ومعالجات أيضا تاريخية، لأنه صراع حقوق ثقافية وسكّان وأراض. ولا يعني أن الرئيس الأمريكي يوقع على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الغربية والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أن الرئيس ترامب قرر جعل القدس عاصمة إسرائيل أن يتم ويعترف العالم بها قبل المفاوضات بين أطراف النزاع.
الصراعات التاريخية تبقى نارها تحت الرماد متوقدة لا تطفى نارها لأنها مرتبطة بالشعب وجغرافية الأرض، وإسرائيل تعرف أكثر من غيرها أن حربها مع الفلسطينيين والعرب والأمة الإسلامية لا ينتهي بقرار ترامب ولا بفرض الواقع بالقوة، ولأنها تدرك أن صمود وإصرار وعناد الشعب الفلسطيني الذي يتكئ على أمة إسلامية قاعدتها عريضة قارب تعدادها (2) مليار نسمة، وأن الدول العربية تحاصرها من كل الجهات.
الصراع العربي الإسرائيلي كانت لغته في البدء رمي اليهود في البحر، ثم انقلبت اللغة، اليهود يرمون العرب بالبحر وأماني أن يستيقظوا صباحا ليجدوا البحر ابتلع غزة وأهلها، ثم تغير الصراع من بعد كامب ديفيد ومؤتمر مدريد واوسلو من رمي الآخر في البحر إلى التعايش السلمي لكن بأطماع إسرائيلية.
لذا ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى المقاومة الشعبية والانتفاظة والاحتجاجات وهي شكل من أشكال المقاومة المشروعة، والتي حقق فيها الشعب الفلسطيني المكاسب أمام التعاطف الدولي أو التراجعات الإسرائيلية والحرج أمام العالم عندما بادروا في قمع المقاومة.
العرب والأمة الإسلامية أصبح الآن واضحا من هم خصومها وأعداؤها الحقيقيون: إيران ، وإسرائيل، والأقليات المعادية للعرب، وبالمقابل فإن الصراعات التاريخية بأسباب الاحتلال أو نزاع الحدود والأطماع، لابد أن يقابل بالعمل الجماعي والموحد، فالعرب ليسوا في قوتهم لذا تعرضوا للهجوم من الأعداء الإقليميين، وحتى نكون في المربع الصحيح لابد من العودة إلى النواة الأولى البيت العربي والمظلة والحاضنة الإسلامية، وتعرية أفكار ونوايا الخصوم إيران التي تقول إنها تحتل عواصم عربية، وكذلك إسرائيل التي تريد ابتلاع فلسطين وشريط حدودي من كل دولة عربية.