هل يمكن إعادة خلق بيئة التعليم وطرقه وتطويره، بما يتناسب مع حركة هذا العالم المتسارع بشكل هائل؟ فكيف يمكن للتعليم مواكبة هذا العالم القائم على الاقتصاد والمرتبط مع بعضه البعض بالتكنولوجيا بما يلبي حاجات المجتمع؟
هذا ما ناقشه المؤتمر العالمي الذي انعقد تحت عنوان (إعادة تصور للتعليم) «Reimagine Education» وأقيم في فلاديلفيا، في الولايات الأمريكية المتحدة، خلال اليومين الرابع والخامس من ديسمبر الجاري. حيث يتطرق المؤتمر لمواضيع متعددة عن تطوير التعليم وارتباطه بالاقتصاد والمجتمع. فمثلاً كيف أصبح هناك تغير جذري من قِبل المعلمين في إعداد المحاضرات من استخدام الكتب كمراجع إلى الإنترنت، وعليه كيف يجب أن تكون مراجع طلابهم؟
وكيف ستخلق العديد من الوظائف الحديثة في المستقبل والتي لا نعرف عنها الآن شيئًا وليس لها الآن أي منهج تعليمي.
لم يكن المؤتمر العلمي مجرد محاضرات موجهة للجمهور المهتم بالتعليم، بل كان جزء منه مفتوح لعرض المشاريع الصغيرة من المعلمين وأساتذة الجامعات، لعرض مشاريعهم وأفكارهم في تطوير التعليم ودمجه مع التكنولوجيا والأساليب الحديثة، حيث إن كل أفكارهم جاءت في محاولة حل مشكلةٍ ما، قد واجهوها في مسيرتهم كناشطين في التعليم. كل صاحب مشروع لديه دقائق يعرض فيها مشروعه في مجال معيّن مثل التعليم الإلكتروني، أو التعليم من خلال التطبيقات، أو التعليم داخل القاعات باستخدام التكنولوجيا. كما أنّ هناك جوائز لأفضل المشاريع والتي ستتلقى دعمًا ماليًا لمشاريعها.
وإحساسًا من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن؛ مُمَثَلَةً بمعالي مديرتها؛ بأهمية الآفاق العلمية الحديثة وتنوع مصادر ومجالات التعليم العصري، فإنها اختارت أن تكون الراعي البلاتيني لهذا المؤتمر العالمي، الذي يشارك فيه بالنقاش والتحليل وعرض الخبرات والمستجدات نخبة عالمية من العلماء، وكذلك الداعم لإحدى الجوائز. وهو دلالة بارزة للطريق المتوهج الذي تسلكه الجامعة الشابة، لتحقيق تعليم عصري ومتطلع لأحدث الأساليب ينعكس على تخريج أجيال جديدة تكون رائدة في اكتساب مفاهيم ومهارات نابعة من عصر التقنية، وذلك من خلال الاتصال والحضور الفعَّال في الأنشطة المتميزة ذات الفعاليات العلمية العالية عبر العالم. إن المشاركة التفاعلية وحضور أستاذات جامعيات سعوديات في مثل هذا المؤتمر العلمي الهام هو إحدى وسائل القوة الناعمة المتنوعة ؛ حيث ينقل صورة علمية للمرأة الأكاديمية السعودية وهي صورة تمثل الجامعات ونشاطها العلمي والبحثي؛ كجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن؛ وهنا تتغير الصورة النمطية عن المرأة السعودية التي روّجها الإعلام.
** **
د.الهنوف صالح الدغيشم - فيلادلفيا