إبراهيم الدهيش
- يحسب لصنّاع القرار الرياضي أن تداركوا خطأ تسرعهم في التعاقد مع المدرب الأرجنتيني باوزا، بعدما اتضح أنّ الرجل لم يكن البديل المناسب للمرحلة الأهم، وبالتالي وقع اختيارهم على المدرب خوان انطونيو من ذات الجنسية، وهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي لمرحلة إيجابية تنشدها كل أطياف المجتمع الرياضي.
- والمدرسة اللاتينية عموماً هي الأنسب بل والأقرب للاعب السعودي الموهوب بالفطرة باعتبارها مدرسة تمنح اللاعب مساحة من الحرية لإظهار إمكانياته وإبداعاته بما لا يخل بالمنظومة الفنية الأدائية للفريق، بعيداً عن تعقيدات الانضباط والاعتماد على القوة البدنية التي تعتمد عليها المدرسة الأوربية، وإن كان عدد من المدربين اللاتينيين ربما يكون خوان أحدهم يجمع بين فلسفة المدرستين.
- وأياً كان يظل المدرب خوان – من وجهة نظر خاصة – بديلاً مناسباً بالرغم من تحفظات البعض كونه فشل في إيصال منتخب تشيلي إلى روسيا، لكن هذا لا يقلل أبداً من إمكانيات الرجل صاحب التجارب الناجحة إلى ما قبل هذه التجربة، وفي المقابل ومهما يكن يظل المدرب – أيّ مدرب – أحد أضلاع منظومة العمل، وتبقى الأدوات وبيئة العمل الصحية عناصر مهمة لتحقيق الأهداف والطموحات.
- وأجدني لا أتفق مع من وصف مجموعتنا بالسهلة كونها تضم المنتخب المستضيف وإن كانت صفوفه لا تضم أسماء لها ثقلها، إلا أنّ مباراته الافتتاحية معنا لها حساباتها ومتغيراتها وتفاصيلها الصغيرة، باعتباره يلعب على أرضه وبين جماهيره، وإن كنت أعتقد جازماً أنه لن يذهب بعيداً، ويضم المنتخب الأوروجوياني أفضل مهاجمين، ليس في المجموعة، بل لا أتردد عندما أقول بل على مستوى منتخبات البطولة وهما كافاني وسواريز، في حين يظل خط وسطه أقل خطوط المنتخب فاعلية، ويعتمد المنتخب المصري الشقيق على مجهودات نجمه محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي ويضم ما لا يقل عن ( 15 ) لاعباً محترفاً خارجياً.
- والقوة البدنية واللياقة العالية عنصران تعتمدهما هذا المنتخبات مجتمعة.
- والمجموعة خليط من المدرستين الأوروبية واللاتينية.
- ويظل نجاح منتخبنا الوطني، وهذا ما نتمناه، متوقفاً على مراجعة بعض القناعات في بعض اللاعبين ومدى الاستفادة الفنية من تواجدهم، والبحث عن الأكفأ والأكثر إقناعاً وقدرة واقتدارية، خاصة والدوري لا زال والخيارات لا زالت متاحة لزيادة الفاعلية الهجومية والدفاعية على وجه الخصوص ! !
- وعلى العموم فمجتمعنا الرياضي بغالبية أطيافه وشرائحه لا يريدها سوى مشاركة مشرفة تعكس الواقع الحقيقي لكرتنا الخضراء ولرياضتنا عموماً، وما تجده من اهتمام ورعاية من لدن قادة هذه البلاد المباركة، الذين عملوا ويعملون بكافة الاتجاهات وعلى كل الجبهات خدمياً وتنموياً لمصلحة شباب وأبناء هذا الوطن واستثمار المشاركة، خاصة ومنتخبنا سيكون أحد طرفي مباراة الافتتاح وما تمثله تلك المباراة من أهمية من حيث متابعتها من كل دول العالم وتغطيتها الإعلامية الشاملة، واعتبارها منبراً إعلامياً عالمياً نقدم من خلاله أنفسنا للآخر كمسلمين وكمجتمع مسالم متحضر يبحث عن السِّلم والسلام.
- وحتى وإن كانت مجموعتنا ليست سهلة كما هو تصوري شخصياً، إلا أنّ تجاوزها ليس صعباً متى شعر أبطالنا بحجم دعم ودعوات وثقة الجميع بهم وإنا لمنتظرون،
- وفي النهاية يأخذني السؤال بعيداً يبحث عن إجابة شافية: لماذا تقتصر فكرة اكتشاف ورعاية « المواليد» على مواهب كرة القدم، في حين أنّ هناك، وهذه ( على مسؤوليتي)، مواهب منهم في الألعاب المختلفة بكل مسمياتها ؟ وسلامتكم .