أحمد بن عبدالرحمن الجبير
اللجان الأهلية، تهدف إلى تعزيز الأمن المجتمعي، وتزيد من حالة التواصل البشري في مرحلة التواصل التقني التي جعلت بعضاً من شبابنا ينأى بنفسه والشبكة العنكبوتية التي يجهل معظمها أو من يقف خلفها، والتي أودت بحياة كثيرين وغررت بهم، ودفعت بهم في أتون الفكر الضال والإرهاب والحروب، وأحياناً في مجاهيل التزوير، والمواقع المشبوهة.
واللجان الاجتماعية، تتكامل مع الجمعيات الخيرية، والجمعيات الأسرية، فجميعها يهدف خير الوطن والمواطن، لكن جمعيات الأحياء الأهلية أكثر تخصصاً، وتكون من أعيان الأحياء ممن لهم مكانتهم في الحي، وهي جمعيات أهلية تطوعية لها دور مهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للأحياء، فطالما هناك اهتمام، وحس بالمسؤولية لدى أعيان الأحياء وحسهم تجاه أبناء الحي، يعد ذلك عملاً نبيلاً يساهم إلى جانب المؤسسات الأمنية في تعزيز الاستقرار الداخلي.
ولجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي المصيف تهدف إلى تحقيق التواصل الاجتماعي، وتقوية علاقات سكان الحي فيما بينهم، ودعم التنمية الاقتصادية للحي ليعود النفع للفرد، والأسرة والمجتمع، ويرأسها سمو الأمير الدكتور محمد بن سلمان ين محمد آل سعود، وتعمل على دعم تنمية الحي وتطويره، وتلمس احتياجاته من خدمات صحية، وتعليم ونقل وبلديات، وتقدم برامج تدريبية وثقافية وتقنية، ورياضة، وغيرها من الخدمات التي تخدم الحي.
وقد سرَّني ما لمسته من دور فعَّال وعمل متميز، ومتخصص في مجال البرامج، والدورات النوعية للجنة، ونتمنى أن تتطور هذه الأطر إلى أطر اقتصادية، كالجمعيات التعاونية، التي تهدف لتمكين المجتمع من مواجهة ارتفاع الأسعار، وحل مشكلة التضخم، وغلاء الأسعار ومحاربة البطالة والتستر، والمساهمة في محاربة القيم الغريبة على مجتمعنا، ورفع درجة حصانته الداخلية، وتفعيل دور الأسرة، والمجتمع في الحي.
وعليه فإن دعمنا للجان الأهلية والتطوعية وبرامجهم، هو تعبير حقيقي عن إنسانيتنا ودليل محبتنا لوطننا ومواطنينا، وواجب وطني مهم نحتاجه دائماً، ونحرص على رعايته والاهتمام به وزرعه في نفوس، وعقول شبابنا وشاباتنا، فالغرب تقدم مسافات كبيرة في العمل التطوعي، وجعل من هذه الأمور ثقافة، وتقاليد وطنية سامية، رغم أن جوهر ديننا الإسلام ومحور رسالته يحثنا على فعل الخير، فكم نذروا من وقف لغايات إنسانية، واجتماعية نبيلة.
الوضع الحالي للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي المصيف متواضع جداً، والدعم المالي من وزارة العمل غير مرض، وتتخذ من البيوت المستأجرة مقراً لها، والكثير من المصاعب المالية تواجه اللجنة فدعمها، ومساندتها مالياً ومعنوياً واجب وطني، لذا أتمنى من جميع المؤسسات العامة والخاصة، ورجال الأعمال والصحافة، والإعلام، وقنوات التواصل الاجتماعي دعمها مالياً ومعنوياً حتى تحقق اللجنة أهدافها.
وأيضاً يجب دعمها معنوياً لتعزيز دورها الاجتماعي والاقتصادي، وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، وتطوير بيئة الحي، وحماية شباب وشابات الحي من الفكر الضال والمخدرات والشكر موصول لرئيس اللجنة سمو الأمير الدكتور محمد بن سلمان بن محمد آل سعود، ونائبه الدكتور محمد السديري، وأعضاء مجلس الإدارة، والمدير التنفيذي الأستاذ عبداللطيف السليمان وفريقه لما قدموه من جهد عظيم يشكرون عليه.