رقية سليمان الهويريني
بدأت تسمية شوارع المملكة عام 1986م، ويبدو أن التسمية قد تأثرت بفترة الصحوة والجهاد الأفغاني وحرب البوسنة في العقود الماضية، حتى صار من الطبيعي أن تشاهد لوحة شارع في مدننا تحمل اسم (قندهار) إحدى المدن في أفغانستان، وشارع يحمل اسم علي عزت بيغوفيتش رئيس البوسنة تقديراً لدوره الديني! ولكنك أبداً لن ترى لوحة شارع باسم فيينا أو لندن أو طوكيو أو كيب تاون أو حتى شارع نيوتن مكتشف قانون الجاذبية أو أديسون مخترع المصباح الكهربائي أو كارير مخترع المكيف جزاه الله خير الجزاء!
ولأن أمانة منطقة الرياض قد استنفدت جميع أسماء الصحابة والتابعين والخلفاء وما بعدهم وشعراء العصور الإسلامية ووزرائها وكتّابها وحجّاب الخلفاء والولاة، وبعض الشخصيات الوطنية البارزة، والعواصم العربية والإسلامية، والمدن السعودية والسهول والجبال والأنهار والوديان؛ فإنه قد حان تسمية الشوارع في الأحياء الجديدة بأسماء العواصم العالمية ومدنها المشهورة وعلمائها في جميع التخصصات العلمية والفكرية، والشخصيات العالمية التي خدمت البشرية وأحدثت فيها تغييراً ملموساً وساهمت في نماء المجتمعات وراحتها؛ وكذلك الشخصيات السياسية التي قاومت الاستعمار وصمدت في وجهه مثل غاندي ونيلسون مانديلا.
إن الانفتاح الفكري الذي تعيشه المملكة يتطلب إجراء مراجعة شاملة لكافة أسماء الشوارع ومن ثمَّ استبدال الأسماء الشاذة أو لها دلالات لا تتناسب مع الوضع الحالي. كما ينبغي أن يظهر هذا التغيير على شوارعنا فلا يكون محصوراً على حقبة تاريخية مجهولة أحداثها أو معلومة بدمويتها، أو عصر مضى بخيره وشره، أو فترة تذكرنا بالحروب والمآسي والصراعات الشخصية والتصفيات الجسدية.