حمد بن عبدالله القاضي
* يفرح المرء عندما يرى الكفاءات الوطنية الرجالية والنسائية ناجحة عملا وتعاملا ببعض مؤسسات القطاع الخاص مثل البنوك. والفنادق الكبرى ومثل المستشفيات الكبيرة كالتخصصي وفي الشركات الوطنية كسابك وشركة الكهرباء ولخطوط السعودية ، والمياه الوطنية وشركات الاتصالات والخزف وغيرها.
وبقدر ما نفرح بنجاح هذه الكفاءات بمثل هذه المؤسسات فإنه يحزُّ بالنفس عندما نرى بعض الشركات وبعض رجال الأعمال يتهمون الشباب السعودي بعدم الجدية والاستمرار بالعمل، ويضعون العراقيل في طريق توظيفهم، وإن هم وظَّفوا بعضا منهم، فبرواتب بخسة ودون ميزات مغرية للبقاء عندهم.
لهذا ليس غريبا ألا يكون إنتاجهم جيدا، وليس مستغربا انتقالهم إلى جهات أخرى وقد تشكلت هذه الصورة السلبية عن بعض الشباب السعودي بسبب عدم توفر المناخ الجيد والدخل المحفز لدى مثل هذه الشركات.
فهم لو وجدوا مناخ العمل والأجور المناسبة، لأبدعوا مثل إخوتهم الناجحين من الشباب السعودي بالجهات والمؤسسات التي توفّيهم حقوقهم، والذين أشرت لبعضهم بداية المقال. فيارجال الأعمال ويا أيتها الشركات هؤلاء هم أبناء الوطن الباقون.
***
=2=
جامعة الملك فهد
جامعة متميزة
* نُسر عندما نرى بوطننا صروحا ناجحة سواء كانت صناعية أو حضارية أو غيرها. ويزداد فرحنا إذا كان هذا الصرح علميا: مخرجاته كفاءات متميزة تشارك ببناء الوطن وتنميته بكل الأرجاء.
وها هي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران أنموذج لاستمرارية النجاح فهذه الجامعة بدأت قوية بمخرجات هندسية وعلمية وغيرها ظلت تتطور عاما بعد عام وتدفع شبابا جادا تعلم برحابها ونهل من علومها لينتشر كسنابل القمح بمفاصل التنمية، يشارك ويعطي لوطنه وأبناء وطنه.. امتدادا لعطاءات زملائه الذين سبقوه بهذه الجامعة مثبتين لسابقيهم ولاحقيهم اقتدارهم وتفوقهم، وليس أدل على ذلك من تسابق الجهات الخاصة والعامة على توظيفهم واستقطابهم.
رحم الله الملك فهد الذي حملت هذه الجامعة اسمه، وتحية إكبار لمديريها وأساتذتها ومنسوبيها الذين غادروها والذين لا زالوا فيها فقد استطاعوا جميعا الحفاظ على مستواها العلمي اللافت، وتهنئة لمعالي مديرها الفاضل د/ خالد السلطان الذي يقودها بكل هدوء وبعيدا عن الأضواء مضيفا يوما بعد آخر مع زملائه منسوبي الجامعة المزيد من التفرد والإبداع.
***
=3=
* إنه إلف المكان والناس تزور بلدا لأيام معدودة أو تسكن (فندقاً) في ليال محدودة.. أو تعاشر أناسا لزمن قصير. فتألف هذا البلد وتأنس بهؤلاء الناس.
ثم حين يحين فراقك - ورغم قصر الزمان - فإن قدرا وافرا من الشوق يسكنك بسبب رحيلك عنها، وأن فيضاً من الحنين يشدك إلى هؤلاء الذين جمعتك به رُفقة سفر أو إلف مكان.