م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - للمتاحف أهمية كبرى.. فهي مخزن للرصيد الثقافي المجتمعي.. وهي مؤثر رئيسي في بناء الهوية والشخصية وتعزيز الانتماء الوطني والشعور بروح المكان.. لذلك نرى أن الاهتمام ببناء المتاحف أصبح ظاهرة عالمية خلال العقود الثلاثة الأخيرة.. وتحول المتحف من مجرد بناء بغرض استيعاب المحتويات إلى رمز يوثق لحضارة وثقافة مجتمع المدينة.
2 - المتاحف ليست فقط لتقديم خدماتها للزائرين بل هي وسيلة للتعريف والتوعية بتاريخ التمدن لشرائح المجتمع القاطن في المدينة.. كما أن قيمتها التاريخية والمعنوية تتضاعف في المدن المزدهرة التي يدفعها النمو ويحدوها الطموح أن تُبْرز مقدار الخيال والإبداع والتاريخ والثقافة الذي تكتنزه تلك المدينة.
3 - المتاحف تُظْهر العمق التاريخي والحضاري لأي مدينة.. لذلك توصف بأنها القوة الناعمة للمدن.. بينما تُظْهر الأبراج وناطحات السحاب العمق الاقتصادي لتلك المدينة وتوصف بالقوة الخشنة.
4 - إذا كانت القوة العسكرية والاقتصادية تمثل القوة الخشنة لأي مدينة فهي أيضاً تعكس الحالة التنافسية لها.. بينما المتاحف والثقافة تمثل القوة الناعمة التي تعانق بها المدن مثيلاتها من المدن الأخرى.
5 - الثقافات والمعارف والقيم والأفكار منتجات معنوية غير ملموسة لأي مجتمع خلاّق.. لذلك تقوم المتاحف بدور الأرشيف الذي يجمع ويوثق ويحفظ.. فالمتاحف تعد من مؤسسات المجتمع المدني التي تُبْرز دلالات الفخر والتميز وتحكي الذكريات وتوثق التاريخ.. وتعمل كمنصة لتبادل الأفكار ومنبر لبث الرسائل ومكان يلتقي فيه المبدعون والفنانون والمثقفون.. وتعكس ما لدى المجتمع الحاضن للمتحف من فهم وعلم وقدرة.
6 - المتاحف لم يعد دورها مقصوراً على حفظ التراث أو عرض الفنون والإبداعات بل أمست تمثل إحدى العلامات الحضارية للمدن.. فهي جزء من المخطط المعماري للمدينة ومن المعالم الظاهرة في مجالها الحيوي.. وهي المقصد ذو الأولوية للزائرين حيث تحولهم إلى سفراء.. فالمدن القوية لديها متاحف قوية.
7 - في المدن شديدة التنافسية سريعة التغيير تبرز المتاحف كمحفز حيوي لتنمية الذكاء الحضاري ومهارات التعامل مع الثقافات الأخرى.. فالمتاحف تعد من عوامل التأثير الثقافي لأنها تحول التغيير من تجربة تأثرية إلى عملية إدارية.