محمد سليمان العنقري
بات واضحاً الاتجاه لإدخال مفهوم إدارة قطاع الإعلام الخاص لهيئة الإذاعة والتلفزيون؛ وذلك لرفع كفاءة التشغيل والمنافسة فقد أصدر وزير الثقافة والإعلام السعودي ورئيس مجلس هيئة الإذاعة والتلفزيون الدكتور عواد العواد قراراً بتعيين الأستاذ داود الشريان رئيساً تنفيذياً للهيئة وهو القادم من الإعلام الخاص في إشارة إلى اتجاه تطوير القنوات والإذاعات الرسمية لتنافس وسائل الإعلام في القضاء العربي لتحقق أهدافاً عديدة منها دعم الوعي بخطط التنمية بالاقتصاد الوطني وكذلك تبرز مواقف المملكة من قضايا المنطقة والعالم السياسية بالإضافة لرفع مستوى الوعي بالمجتمع اتجاه كل القضايا والملفات المهمة إضافة للكثير من الأدوار والمسؤوليات المنوطة بالإعلام الرسمي.
لكن التحديات التي تواجه تطوير الإعلام المرئي والمسموع الرسمي بالتأكيد ليست بالقليلة أو السهلة الحل فالنهوض والتطوير سيأخذ وقتاً وجهداً كبيرين فهناك حاجة لهيكلة القنوات والإذاعات ومعرفة احتياجاتها الفنية والتقنية لتطوير البث بالإضافة لمعرفة الاحتياجات من رأس المال البشري وتقييم مستوياتهم المهنية ووضع برامج التدريب والتطوير والحاجة لتغيير طبيعة العلاقة التعاقدية، فبحسب معلومات منشورة سابقاً من مصادر عدة قالت إن عدد موظفي الهيئة يتراوح بين 5 إلى 6 آلاف موظف يعملون بالقنوات والإذاعات التي تتبع الهيئة وعدد كبير منهم بعقود تعاون مما يتطلب وضع آليات جديدة للمحافظة على الكوادر التي تحتاجها الهيئة مع عقد شراكات للتطوير والتوطين مثل التعاون مع الجامعات وأي مراكز تدريب متخصصة بالإعلام لرفع مستوى الأداء إضافة لاستقطاب خريجين جدد بتخصصات تحتاجها القنوات والإذاعات وتأهيلهم بالتعاون مع صندوق «هدف» لرفع مستوى المعرفة لديهم بالعمل الإعلامي كي يشكلوا قاعدة قوية من الموظفين المتخصصين بالعمل الإعلامي الذي سيخدم الهيئة بتحقيق أهدافها بتطوير قطاع الإعلام الرسمي الذي تشغله من قنوات فضائية وإذاعات فهذه التحديات رغم تعقيدها إلا أن أحد أهم العوامل للتغلب عليها توفير الوسائل والأنظمة الداعمة لعمل الهيئة مع دعم مالي ضخم وفق خطة إستراتيجية ترفع كفاءة الإنفاق على هذا القطاع المهم وتغطي الاحتياجات المطلوبة لتطوير البث من أجهزة حديثة وإستديوهات متطورة بالتقنيات والجماليات والألوان الجاذبة.
فرص تنافسية الهيئة مع وسائل الإعلام الخارجية والخاصة منها تحديداً كبيرة من خلال وجود فروع للقنوات الرسمية بكل المدن بالمملكة مما يسهل التغطيات للأحداث والمناسبات ويميزها عن بقية القنوات الأجنبية بهذه الميزة المهمة، بل ويمكن بيع الخدمات للقنوات الأجنبية العاملة بالمملكة بالإضافة إلى أن سوق الإعلانات بالمملكة ضخم ويقدّر بحوالي ثمانية مليارات ريال تقريباً وهو ما يمكن أن يمثل دخلاً مهماً لتغطية مصاريف التشغيل بالهيئة في حال استقطبت المعلنين وحصلت على حصة كبيرة من سوق الإعلانات بالإعلام المرئي والمسموع إضافة لأهمية توطين صناعة الإعلام أحد أهم القطاعات التي تعوّل عليها الدول بتحقيق العديد من أهدافها التي تنعكس إيجاباً على الدولة بشتى الجوانب من خلال تقديم الرسالة الإعلامية الاحترافية الهادفة بنماذج متطورة بالتقنيات من خلال الإمكانيات التي تتوفر لنقل الأحداث المهمة محلياً وخارجياً للمشاهد بدلاً من اعتماده على مصادر أجنبية أو غير موثوقة.