جاسر عبدالعزيز الجاسر
الحصافة والرزانة تضيفان إلى عمق التحليل والفهم أهم مقومات من ينخرط في العمل السياسي، والخفة والتنطيط بين الأطراف وبالذات بين أطرف النزاع، وحشر الأنف في قضايا الآخرين، تعد أحد عناوين الفشل للذين يكلَّفون بالعمل السياسي.
هذه الصفات والمقومات تبرز وتظهر بوضوح فيما تقوم به الدبلوماسية القطرية، ليس الآن، فمنذ سيئ الذكر حمد بن جاسم الذي وضع أسس التدخل والتآمر القطري والإساءة إلى الدول المجاورة، فمنذ بدايات تسلمه إدارة الدبلوماسية القطرية وقطر تحشر أنفها في كل أزمة وقضية، تدفع الفدا وتتوسط بين الأنظمة والميليشيات، وتدخل وسيطاً حتى بين الجماعات الإرهابية، وتفتح عاصمتها لدكاكين الإرهاب من خلال منحهم الإقامة والمكاتب وحتى مصرف الجيب.
نهج وأسلوب وضعه حمد بن خليفة ويسير عليه تميم بن حمد، ويقوده محمد بن عبد الرحمن وزير الخارجية الذي ورث قيادة الدبلوماسية القطرية لتنفيذ كل خطوات تعميق الخلافات ونشر الفتن.
في اليومين الأخيرين ارتكبت الدبلوماسية القطرية مبوقتين تقريباً في تزامن واحد، حملت إساءات لأهم الدول العربية، وأكدت عمالة النظام القطري لنظام ملالي إيران المستفيد الوحيد من إثارة الفتن بين العرب.
الموبقة الأولى: قرصنته شريط فيديو يتضمن خطاباً للفريق أحمد شفيق الذي أعلن ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة المصرية، وإذاعته عبر محطة الجزيرة القطرية، كعمل حصري للقناة. وسواء تم قرصنة شريط الفيديو أو سُجِّل بمعرفة وبموافقة أحمد شفيق، فإن إذاعته وبثه عبر الجزيرة القطرية بما يتضمن من إساءة لمصر ودولة الإمارات العربية يُعَدُّ عملاً استخباراتياً خسيساً يؤكد دناءة وانحطاط عمل الدبلوماسية القطرية.
المبوقة الثانية: قيام النظام القطري وهذه المرة عبر رأس النظام تميم بن حمد بمحاولة اعتراض وإجهاض ثورة القبائل اليمنية وانتفاضة الشعب اليمني الذي ثار بوجه ميليشيات الحوثي عملاء ملالي إيران، وعمل على تطهير صنعاء من بثور العمالة والخيانة. فقد كشفت مصادر يمنية من مكتب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بأن النظام القطري حاول إبطاء أو حتى إثناء الرئيس السابق علي عبد الله صالح، عارضاً القيام بوساطة بينه وبين الحوثيين، وقد أجرى النظام القطري اتصالاً بوزير الخارجية الأسبق الدكتور أبوبكر القربي وأبدى رغبته في استضافته لعرض تفاصيل وساطته بين أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقادة ميليشيات الحوثي. الرئيس علي عبد الله صالح منع القربي ليس فقط من السفر إلى الدوحة، بل وحتى التواصل مع النظام القطري الذي لا يدخل أنفه في أي مشكلة إلا ويأزمها، وأنه في هذه المسألة يعمل لصالح النظام الإيراني، ويعمل من أجل إيجاد مخرج للحوثيين نكاية بالسعوديين والإماراتيين. اليمنيون والمصريون والإماراتيون والسعوديون وكل من تابع هاتين السقطتين للدبلوماسية القطرية متأكدون أن هذا دأب نظام الحمدين، وهذا نهجهما منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده، فمن فعل كل ذلك بوالده لا يؤمَن شره.