«لا يوجد مجموعة أو منتخب سهل في كأس العالم» هذا ما يجب أن نعرفه ونعيه جيداً قبل انطلاق مونديال روسيا 2018، فجميع المنتخبات المتأهلة لكأس العالم تعد هي النخبة والأفضل على مستوى العالم في الفترة الحالية، فهذه المنتخبات قبل وصولها لروسيا خاضت تصفيات ومعتركا صعبا جداً ولم يكن وصولها بضربة حظ أو من فراغ إذا لعبت التصفيات بنظام الذهاب والإياب ولم يتأهل منها إلا الأجدر وصاحب النفس الطويل. ومجموعة منتخبنا السعودي أعتقد انها من أصعب المجموعات في المونديال فمنتخب البلد المستضيف روسيا وبغض النظر عن ترتيبه في التصنيف الدولي الأخير لشهر نوفمبر الماضي بعد أن جاء في المركز 65 بعد منتخبنا بمركزين إلا أنه وضع خطة إعداد طويلة للمونديال وتضمن برنامجه الإعدادي تحت إشراف مدربه الايطالي الشهير فابيو كابيلو خوض مباريات ودية قوية بدأها مع المنتخب الارجنتيني وخسر أمامه بصعوبة كبيرة بهدف وحيد في آخر الدقائق، وواجه أيضاً بعدها المنتخب الاسباني وتعادله معه بثلاثة أهداف بعد أن كان خاسرا بهدفين، وسيواجه في شهر مارس المقبل المنتخب البرازيلي ودياً في موسكو، هذه المباريات الثلاث فقط تكشف حجم الإعداد القوي للمنتخب الروسي قبل خوض المونديال، ومواجهتنا له في افتتاح البطولة سيزيد من صعوبة المواجهة معه لكون هذا اللقاء سيكون الظهور الأول له في المونديال ويريد أن يقدم نفسه كمنتخب بطل يبحث عن الوصول لأدوار متقدمة جداً بالمونديال، جميل جداً أن نلعب مباراة الافتتاح في أقوى البطولات العالمية الكروية وسيكون منتخبنا محط الأنظار وستسلط عليه أضواء وكالات العالم الإعلامية بكافة منصاتها وأعتقد أنها فرصة تسويقية كبيرة لمنتخبنا وبلدنا لا يمكن أن نحصل عليها حتى لو دفعنا مئات الملايين، لذا يجب أن يحظى منتخبنا بإعداد مثالي وقوي جداً قبل الذهاب لروسيا ويجب أن تسخر له كافة الإمكانات لكي يظهر بالصورة التي دائماً ينشدها قادتنا وحكومتنا الرشيدة، فالظهور بصورة ضعيفة أمام أنظار الملايين من المتابعين في العالم غير مقبول أبداً ولعب المباراة الافتتاحية بحدث مثل كأس العالم لا يمكن أن يتكرر بسهولة. ووجود منتخب بحجم الأورجواي المصنف رقم 21 بين منتخبات العالم في آخر تصنيف الذي وصل للمونديال بعد أن خطف البطاقة الثانية عن قارة امريكا الجنوبية متفوقاً على منتخبات الارجنتين وتشيلي وهي منتخبات قوية جداً ويقوده الثنائي العالمي سواريز وكافان، يكشف حجم قوة مجموعة الأخضر بالإضافة للمنتخب المصري الشقيق الذي يضم بصفوفه العديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا بقيادة نجم ليفربول الانجليزي محمد صلاح ولاعب أرسنال الانجليزي محمد النني.
لهذا يجب أن نكون واقعيين أكثر في طرحنا والبعد عن الترشيحات المبكرة لمنتخبنا بأنه قادر على كسب إحدى بطاقتي المجموعة، فجموعتنا تضم منتخبات أكثر قوة منا وتملك نفس الرغبة والطموح في البحث عن التأهل. فالطموح حق متاح للجميع ومطلوب لكن المنطق والواقع هو من سيفرض نفسه، لذا يجب أن نعرف كيف نتعامل مع المونديال كما يجب وأن نبعد عواطفنا عن الترشيحات المبكرة لكيلا نخدر لاعبينا قبل الذهاب لروسيا..
** **
- عبدالله العمري