فهد بن جليد
على المجتمع الدولي ومؤسساته أن تُحدِّد موقفها مما يجري في اليمن بشكل إنساني صحيح، وتنحاز للحق والصواب وترحب به كحل مُنتظر للوضع في اليمن، وأن تنظر إلى الأحداث من منظار المواطن اليمني البسيط الذي ضاق ذرعاً بتصرفات هذه الميليشات الحوثية الإرهابية، التي سلبت (لقمة الطعام) وخطفتها من فم الأطفال والنساء، لتستبدلها بالرصاص والخوف والجوع والدمار، ومن حق الشعب اليمني أن ينتفض ضد الباطل والإرهاب، ولا يحق لأحد أن يقف في طريقه أو يحاول -عبثاً- صده عن العودة إلى محيطه العربي والإسلامي بأسباب وتخوفات واهية تحت شعار الإنسانية وحماية المدنيين، وهي التي لم تُرفع سابقاً في وجه ما تقوم به هذه الميليشيات لردع جرائمها ضد الطفولة والإنساية.
في حال استمرت الأمور في اليمن -كما هو متوقع لها إن شاء الله- بتحرير صنعاء من العبث الحوثي الذي ضل مُخيماً على المشهد لثلاثة أعوام تقريباً، فإنَّ إيران ونظامها الإرهابي قد تلقت صفعة قوية بإخراجها من إحدى العواصم العربية، التي تتبجح باحتلالها والسيطرة على قرارها، كل عربي ومسلم غيور على دينه وأمته، سعيد بهذا التحول الكبير في الأحداث الذي يبشر ببدء عودة صنعاء إلى المسار الصحيح ولفظ مخطط الملالي الإرهابي، وتدمير مشروعهم القذر في اليمن، بعد أن تحركت هذه الانتفاضة الشعبية لتخليص اليمن من الأدوات الإيرانية التي تحاول العبث بمقدراته، ونزع حريته، ومسخ عروبته، وأدخلته في عداء وخصومه مع جيرانه وفصله عن محيطه العربي الطبيعي.
التحالف العربي كان يعوِّل كثيراً في عاصفة الحزم وعاصفة إعادة الأمل على عامل الوقت، وعلى الضمير الحي عند اليمنيين الشرفاء وعودتهم لجادة الحق -وهو ما يحدث الآن بالفعل- لتجنيب البلاد المزيد من التدمير والخراب والضحايا نتيجة الخنوع لأفكار وتسلط مليشيات الحوثي الذراع الإيراني الذي كان يقود اليمنيين نحو الهاوية.
الشارع اليمني اليوم في حاجة للتوحد بكل مكوناته وأطيافه ضد هذه الميليشيات الإرهابية الانقلابية لطردها ودحرها، تمهيداً لعودة المشهد في اليمن إلى وضعه الطبيعي، بعيداً عن تدخلات نظام الملالي وأذنابه، وعندها سيتمكن اليمنيون الحقيقيون والوطنيون الشرفاء من فتح صفحة جديدة نحو الأمل والاستقرار والعيش بكرامة، وهو ما يتمناه كل من يحب اليمن وأهله.
وعلى دروب الخير نلتقي.