ثامر بن فهد السعيد
عادت الهيئة العامة للترفيه لممارسة نشاطها مع بداية نسمات البرد، ودخول فصل الشتاء في المملكة، بسلسلة من الفعاليات التي تستهدف قاطني المدن في المملكة العربية السعودية. كنت الأحد ضمن من حضروا حفل الموسيقار العالمي «ياني» في مسرح جامعة الأميرة نورة بن عبد الرحمن. وُفقت الهيئة والمنظمون في التجهيز للحفل والتنظيم له. غالبية الحضور بحكم أننا في بداية الأسبوع، ولا عطل في المملكة، أكيد من سكان المدينة، وعلتهم البهجة والاستمتاع. ولا أشك أن هذا المنظر سيتكرر في الحفل الثاني في الرياض، وفي حفلي المنطقة الشرقية الأسبوع القادم.
كنت منذ إنشاء هيئة الترفيه - وما زلت - أرى أن هذه المنشأة مهمتها الرئيسية - لا شك - الترفيه، وأيضًا هي أحد اللاعبين المهمين في تحسين جودة الحياة في مدن المملكة ومناطقها. يدعم هذا التوجه القبول الذي وجدته تلك الفعاليات من شريحة واسعة في المجتمع. وشباك التذاكر أهم مؤشر لفهم الإقبال الذي تحظى به الفعاليات.
عند إنشاء هيئة الترفيه ساد اعتقاد بأنها ستلعب دورًا في تقليص حجم الإنفاق على السياحة الخارجية، أو أنها ستأخذ دور هيئة السياحة السعودية في الترويج للمملكة، وهذا في تقديري فهم خاطئ للدور المنشود من هيئة الترفيه في المملكة.. ومنذ أن انطلقت الفعاليات إلى يومنا هذا وكل ما يجري هو زيادة جرعة الترفيه وحس المتعة لدى المحليين من سكان المدن.
حتى نستطيع تصور حجم الإيراد والتنشيط الذي طرأ على هذا القطاع بإمكان أي منكم مراقبة التجهيزات لأي فعالية أو حفل يقام: إنارة, حدادة, نجارة, مسارح, أدوات تنظيم, أغذية... إلخ. وحتى نفهم أكثر الأثر الأكبر لما وراء صناعة الترفيه يجب أن ننظر بصورة بانورامية من أعلى إلى أي فعالية حتى نستوعب الدائرة الاقتصادية المنتفعة من إقامة أي فعالية، سواء كانت من أصغر وصلة، أو خدمة مقدمة، وحتى عقود الشركات المنظمة.
قريبًا، ومع هذا الإقبال على الفعاليات والترفيه، ستُخلق فرص إضافية أكبر في هذا القطاع، تبدأ من مسمار عادي، وستنتهي بإقامة أراضٍ مخصصة للفعاليات حتى نصل يومًا ما إلى قيام القطاع الخاص بإنشاء مسارح خاصة، تمثل نقلة الترفيه إلى المستوى التالي.
كانت هيئة الترفيه تتوقع أن تحقق رقمًا سالبًا في صافي أرقامها للسنة المالية، ولكن مفاجأة الإقبال قد تعكس هذا التصور وذلك التقدير المتحفظ. أترقب بحماس الأرقام المالية للهيئة. ولا شك أن ذلك الجهد الكبير الذي يقوم به أفرادها ملموس الأثر، ومحبب من كل الفئات التي استمتعت بالفعاليات المقامة وزارتها.