د. صالح بكر الطيار
يتطلع السكان والزوار والسياح في مدينة بحرية مثل جدة إلى مشروعات ترفيهية ومواقع سياحية بحرية، تكون وجهة مفضلة لهم، ولكن الواقع كان عكس ذلك، حيث إن الكورنيش العام الذي من المفترض أن يكون موقعاً سياحياً مفتوحاً أمام الكل ولعامة الناس وليس لبناء المطاعم والمشروعات الخاصة الربحية، والتي أعطيت لمستثمرين معروفين، مما أخفى الجمال السياحي والوجه الجميل لجدة، حيث غابت وانعدمت المواقع المتاحة للجميع، في ظل عدم وجود مواقع للسباحة إلا الشاليهات الخاصة التي استثمرها أناس محددون، وبات الزائر محروماً من السباحة والتنزه على البحر، وإن أراد السباحة عليه استئجار شاليه خاص بمبالغ مرتفعة جداً، وتذهب في جيوب ملاك تلك المواقع من التجار. أرى أن هذا الأمر غريباً جداً، ولا يوجد سوى في سواحلنا ومدننا البحرية، فما من مدينة بحرية في العالم تطل على ساحل إلا وكان لها شاطئ مخصص للسباحة والتنزه والمشي، وفي جدة يظهر الحال معاكساً للمأمول والمفترض، لذا أتمنى أن يدرس الموضوع بجدية، وأن تتم إعادة النظر في موضوع ملاك وأصحاب ومستثمري المشروعات الخاصة التي تم إنشاؤها على شاطئ جدة، ومعرفة الآلية والخلفية والأسس التي حصل من خلالها هؤلاء المستثمرون على الأراضي واستخرجوا التراخيص الرسمية لمزاولة نشاطاتهم ومشروعاتهم الربحية، وإعادتها للدولة إن كشف عن فساد فيها، ودراسة تحويل هذه المواقع إلى شواطئ عامة مفتوحة للجميع، أسوة ببقية مدن العالم الساحلية؛ لأن الوضع الحالي يخالف المنطلقات السياحية الرامية إلى توفير مواقع للأسر السعودية وأيضاً للزوار، حتى تكون لدينا سياحة فعلية، وحيث إننا نعاصر حملة التطهير من الفساد، فأتمنى إعادة النظر في هذا الشأن وفتح ملفات الكورنيش بكل تفاصيلها. السياحة البحرية مطلب لكل مواطن وزائر، ووجود هذه الاستثمارات التي حجبت جمال البحر، في ظل إيجارات غالية جداً لا توافق مداخيل الأسر، فإن ذلك يعيق أحد أهم مجالات السياحة في شاطئ جدة، والذي تسبب في تذمر الكثير من الأهالي والزوار والسياح، ومن المهم جداً أن يعاد النظر في فتح هذه الواجهات السياحية من جديد، وألا تكون حكراًَ على مشروعات سياحية يستفيد منها أصحابها ويحرم منها المواطن بما يتوافق مع الأنظمة ومع التوجه الذي تسعى إليه الدولة من مكافحة الفساد ومتابعة أي أمر يعرقل التنمية، مما من شأنه تحقيق أهداف وتطلعات الرؤية السعودية 2030، وتوظيف الرؤى التيوضعتها الدولة في خطط التنمية، وحتى نرى سياحة فعلية بعيداً عن استغلال موارد الوطن الطبيعية.