د.محمد بن حسن الزير
شهدت المملكة، في الأيام الماضية، حدثين مهمين؛ يمثلان نموذجا لمسيرتها الثابتة على أسسها، والمتغيرة في توثبها نحو الأفضل، نحو المستقبل، والأمل بلا حدود!
إنها الدولة، الثابتة على مبادئها، المنتمية لعقيدتها، وهي في الوقت نفسه المتطلعة إلى الأخذ بالحكمة، أنّى كانت؛ إنها الدولة التي ترعى أمانتها، وتحقق مسؤوليتها، نحو نفسها، ونحو عالمها الإنساني! ويتمثل ذلك في مظهرين أساسين:
الأول: رعايتها لأمانة إسلامها؛ ذلك الدين القيّم الوسط، الذي قامت على أساسه؛ منذ بدئها، وتثبت عليه؛ مهما تقادم العهد ومضى الزمان!
الثاني: هو رعايتها لمسؤوليتها العملية، تجاه تلك الأمانة؛ تجاه شعبها، وتجاه أمتها العربية والإسلامية، والعالم كله! وهذا هو الجانب الموضوعي المتغير في حركتها الحيوية إلى الأمام نحو الواقع الأفضل، والتطلع إلى المستقبل، في ثقة وعمل دؤوب لتحقيق الفعل، وامتلاك ميزاته، واستثماره في كل المجالات!
وفي ضوء هذين المظهرين الثابتين في كينونة هذه الدولة، تأتي هذه القراءة لبعض الدلالات العميقة، في هذين الحدثين، اللذين تنتضمهما، روح واحدة، في منطلقها وفي أهدافها في المسيرة الظافرة، بالقيادة الحكيمة الراشدة!
الحدث الأول: هو ما شهدته المملكة، من تأسيس مجلس التنسيق السعودي العراقي، الذي يمثل اهتمامها بمصلحة العراق الشقيق، والسعي لما يحقق دعمه لينهض من كبوته، وينجو من براثن قوى الشر والإرهاب، وعبر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - عن رعاية الأمانة؛ بتركيزه على القضايا الرئيسة، متمثلة في:
1 - مواجهة التطرف والإرهاب؛ الذي يمثل تحديا للجميع «مما يستدعي منا التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات».
2 - دعم وحدة العراق واستقراره؛ فقال: «.. لنؤكد دعمنا لوحدة العراق واستقراره، مؤملين معالجة الخلافات داخل البيت العراقي من خلال الحوار في إطار الدستور العراقي».
3 -بنا ء الشراكة: «.. إن الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة».
4 -التأكيد على الأواصر، حيث قال: «إن ما يربطنا بالعراق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة؛ وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد».
5 -استهداف الخير للبلدين والأمتين والعالم أجمع؛ حيث قال في ختام كلمته السامية: «ونتطلع جميعا أن تسهم اجتماعات المجلس في المضي بذلك إلى آفاق أرحب وأوسع.. ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه خير بلدينا وأمتينا العربية والإسلامية، والعالم أجمع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».