صيغة الشمري
هناك خطران يهددان أي مجتمع بشكل لا يقل فداحة عن الأخطار الأخرى، وهما الجهل في التقنية والجهل في الأمور المصرفية والتعاملات البنكية، يتضاعف الخطر عندما يجتمع لدى الفرد الأمية التقنية والأمية المصرفية، حيث يجد نفسه ضحية سهلة لعمليات الاحتيال المالي التي أصبحت تجتاح دول العالم بشكل لحظي لا يصدق، هذا غير خطر الثقة التي في غير محلها والتعامل المالي مع مجهولين، سواء كان ذلك بهدف البحث عن الربح السريع أو التعامل التجاري بحسن نية دون التثبت من هوية الطرف الآخر أو مصداقية كلامه، في السابق كان الشخص معرضاً للاحتيال المالي ضمن عدد من الأفراد الذين لا يبتعدون كثيراً عن محيطه القريب، أما الآن وبعد الثورة الرقمية أصبح الشخص محاطاً بجميع المحتالين في العالم، ولك أن تتخيل حجم التعرض للاحتيال المالي في ظل ملايين المحتالين في العالم الذين لا هدف لهم سوى البحث عن المال، لهذا السبب أصبحت المسؤولية مضاعفة على عاتق لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية التي أطلقتها البنوك السعودية، وبمتابعة مباشرة من قبل الأستاذ طلعت حافظ أمين عام اللجنة وأحد أهم المتخصصين في مجاله، وجدت هذه اللجنة نفسها أمام أربعة تحديات رهيبة، وهي عروض الاستثمار الوهمي والكسب السريع والاستثمارات عالية المخاطر، والتوظيف الوهمي، والتحويل إلى مجهولين، ومنح الوكالات المالية غير محددة الأغراض، وكل تحدٍّ من هذه الأربعة تحديات يحتاج مجهودات مضاعفة وتعاون مشترك بين البنوك وعملائها، وقد نجحت لجنة الإعلام والتوعية المصرفية ببناء جسر توعوي فاعل بين البنوك والمجتمع، مما جعل السعودية من أقل دول العالم تسجيلاً لعمليات الاحتيال المالي، سرعة رد الفعل التي تتميز بها اللجنة حدت كثيراً من عمليات الاحتيال في ظل تعاون البنوك ودعمها لدور اللجنة وقائدها، آخر مثال على ذلك هو سرعة نفي معلومة قدرة العميل على استعادة بطاقة الصراف الآلي بالطريقة التي ظهرت عبر مقطع مصور انتشر انتشار النار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، النجاح الذي تحققه هذه اللجنة في حملتها التاسعة بعنوان (مو علينا)، نجاح يستحق الإشادة بدأ من المقطع التوعوي والاحترافية في تنفيذه وانتهاء بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية لتطرح أمام الإعلام الحقائق المدعمة بالأرقام والحقائق في رسالة مضمونها اعتبار الإعلام السعودي شريكاً أساساً في هذه الحملة وعنصراً مهماً من عناصر فريق لجنة التوعية المصرفية كون الهدف هو هدف وطني يشترك الجميع في مسؤولية تحقيقه، حملة (مو علينا) هي حملة وطنية قبل أن تكون حملة توعية مصرفية للبنوك.