سعد السعود
سحبت قرعة كأس العالم مساء الجمعة الماضي.. ووقع أخضرنا بمعية المستضيف المنتخب الروسي..
وبمشاركة الأشقاء أبناء الفراعنة.. علاوة على المنتخب الأورغواني المتوج بأول لقب في كؤوس العالم.. والمقارن لبقية المجموعات يجد أننا وقعنا ربما في أفضل مجموعة ممكنة.. فالمنتخب الروسي عدا أنه المستضيف فهو الأقل فنياً رغم قوته بين المنتخبات التي صنفت في المستوى الأول.
أما المنتخب المصري فمع إيماني بأنه أعلى كعباً من الأخضر فنياً عطفاً على ما لديه من محترفين لعل أبرزهم محمد صلاح وحجازي وغيرهما.. إلا أن التنافس العربي العربي عادةً ما يضع تأثيره على لقاءات الأشقاء.. لتتلاشى معه الفروقات الفنية.. أضف إلى ذلك فإن مشاركات الأخضر مع المنتخبات العربية في البطولات القارية دائماً ما تحمل ما يبعث على التفاؤل.. ففي كأس العالم 1994م التقينا المغرب وانتصرنا.. في حين تعادلنا مع تونس في نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006م .. أما بطولة القارات فكان للأخضر فوز كبير على مصر في عام 1998م.. لذا فالفروقات يجب ألا تكون عائقاً للتفاؤل والعمل. أما المنتخب الأورغواني فغني عن القول قوته وما يتمتع به من إمكانات فنية.. فليس أقل من الحديث عن المهاجمين سواريز وكافاني إلا وتصاب بالخوف.. لكن عدا ذلك فالمنتخب ليس بالبرازيل ولا الأرجنتين، وحتماً يبعد بمسافات فنية عن ألمانيا وأسبانيا وفرنسا.. لذا فالطموح مشروع مهما كانت العوائق.. والأحلام يجب أن تراودنا حتى وإن نغصتها الكوابيس في بعض المشاركات الكارثية بالمونديال.. فالأمل سيبقى.. والعمل سيكون كفيلاً بتقديم الأجمل.
أخيراً.. جل ما يحتاجه المنتخب في مشاركته العالمية الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات .. فللأسف كثيراً ما وقعنا برهبة البدايات.. وطالما سقطنا بفخ الخوف والارتباكات.. لذا فالسطر الأول في افتتاح المونديال ضد روسيا يجب الاستعداد له أيما استعداد.. لأنه عادة ما تنعكس السطور الأولى على بقية صفحات الكتاب.. كما أن اللعب أمام منتخبات قوية وبمقومات المنافسين نفسها وعلى ملعبها سينتزع الخوف من أفئدة اللاعبين ويزرع فيهم الطمأنينة بعمل ما يمكن عمله.. علاوة على تنوع المدارس الفنية الملتقاة.. والتنويع أيضاً في طرائق اللعب والتكتيكات.. فوضع كل السيناريوهات على طاولة الأخضر يجب أن تكون - وبإذن الله - سيكون الظهور مثلما نتمنى وكيفما نشتهي.
سطور متفرقة!!
- عام واحد فقط مع الزعيم كان كافيًا للشاب ذي الثلاث والعشرين ربيعاً عمر خربين ليصافح القارة بفنه ويتوجه بأفضليتها.. أرقام موهلة في النسخة الآسيوية لأبطال الأندية.. فهو الوحيد الذي سجل خمسة أهداف بالنصف النهائي.. وهذه الأهداف التي كانت أشكالاً وألواناً ما كانت لتكون لولا ما يملكه من موهبة.. توجته بكل استحقاق بلقب الهداف.. فضلاً عن زعامة القارة كلاعب.. وهو من سجل عشرة أهداف منها تسعة خارج الرياض.. وكل هذا العطاء الذي يراه القاصي قبل الداني امتزج بخلق رفيع مع زملائه ومنافسيه.. لذا فمثل من هذا صنيعه يستحق منّا التهنئة والتبريك.
- ثمانية عشر عاماً هي كل ما يملكه الشاب تركي العمار من عمر.. ووواحد وعشرون هي ما يتسلحه بها عبدالله الخيبري في منتصف الشباب من خبرات.. ومع هذا قدَّم هذان الفتيان الكثير من المستوى والأكثر من الاستبشار للمشجع الشبابي بمستقبل باهر.. وهو ما يؤكد أن الدكة الشبابية حبلى بالمواهب متى وجدت الفرصة وآمن بموهبتها الجهاز الفني.. خطوة رائعة للفريق الشبابي هذه الأيام وسيجني نتاجها في قادم السنوات.. الأهم السير بذات الطريق بلا خوف ولا وجل.. وعدم استعجال النتائج أو القسوة بنقد العمل.
آخر سطر
الرمح من أول ركزة!