سعد الدوسري
لم يكد الإعلام المحلي يصحو من «ضربة المعلم»، التي ضربتها قناة البي بي سي البريطانية ذائعة الصيت، بدخول صحافيتها الشهيرة «ليس دوسيت» لفندق الريتز كارلتون بالرياض، حتى نشر الصحافي الشهير «توماس فريدمان»، من نيويورك تايمز، حديثاً مطولاً مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وضعَ فيه النقاط على الحروف التي ظل العالم لا يستطيع قراءتها، بسبب الصدمة الشديدة التي أحدثها حراك الحرب الأولى على الفساد في السعودية.
إن ما يختصر أهمية هذا الحوار هي الشهادة التي سجلها فريدمان:
«لم يخطر ببالي أنني سأعيش بما فيه الكفاية، لأشهد اليوم الذي يتسنى لي فيه كتابة ما يلي: تشهد السعودية اليوم عملية الإصلاح الأكثر أهمية، مقارنةً بأية بقعة من بقاع الشرق الأوسط. نعم، أنتم تقرأون ما كتبته بشكل صحيح».
هذه الشهادة، سجلها بشكل متقارب العديد من الكتاب والمواطنين البسطاء. لقد قالوا تقريباً نفس العبارة: «لم نكن نتوقع أن يمد الله بأعمارنا، لنشهد هذه الحملة الكبرى على الفساد والفاسدين، بمختلف مسمياتهم وخلفياتهم». ولا شك أن فريدمان، المتابع للشأن السعودي منذ سنوات طويلة، والذي لمس إلى أي درجة نحن مختلفون عن أية فترة سابقة، سيوصل للعالم كله تحولنا الجاد والحقيقي.