سلطان بن محمد المالك
ممدوح الشمري شاب سعودي طموح حقق جزءًا من طموحاته وأهدافه من خلال إطلاقه الأسبوع الماضي كتابًا ثريًا وجديدًا من نوعه أسماه (دليل الوسائل الإعلانية).
في عام 1997 أي قبل 20 عامًا؛ قرر الشمري دخول صناعة الإعلان وتوجه للعمل في إحدى الشركات المحلية المتخصصة في الإعلان، رفض مدير الشركة قبوله بحجة أنه لا خبرة لديه في المجال وكاعتقاد راسخ في ذلك الوقت أن صناعة الإعلانات لغير السعوديين.
حاول ممدوح مع المدير السعودي أن يمنحه الفرصة وبدون راتب وبالفعل وافق له وعمل في الشركة 4 أشهر من دون مقابل، حقق الأهداف البيعية الموضوعة له واستطاع أن يقنع المدير أنه كفؤ للوظيفة، فتم تعيينه موظفًا رسميًا في الشركة، ونجح في منافسة المندوبين الأجانب وتفوق عليهم، بعد 6 أعوام وجد فرصة أفضل في مكان آخر وبمنصب مدير للوسائل الإعلانية ونجح وتنقل بعدها في أكثر من شركة حتى أكمل خبرة 20 عامًا في مجال الوسائل الإعلانية وما زال يعمل بها إلى الآن.
يعد الشمري من قلائل الشباب السعودي المتخصص في المجال الإعلاني الذي لا يعرف دهاليزه وخفاياه إلا العاملون فيه، طموح الشمري لم ينته بالوظيفة بل استطاع وأثناء عمله من إكمال دراسته وحصل على بكالوريوس التسويق، ومن خلال اطلاعه على سوق الإعلان رأى أن السوق والعاملين به بحاجة ماسة للإطلاع على المعلومات المدفونة لدى الوكالات والشركات الإعلانية المتخصصة، فقرر أن يقوم وبمجهود شخصي بتأليف كتاب متخصص جدًا يهتم بنشر كل ما يتعلق بالوسائل الإعلانية في السوق السعودي بالتفاصيل. وبتوفيق من الله أنهى الكتاب ونشره الأسبوع الماضي.
اطلعت على النسخة الإلكترونية من الكتاب وأعجبني كثيرًا بما احتواه من معلومات قيمة وثرية جدًا، وأرى أنه سيصبح مرجعًا لكل المختصين والمهتمين في صناعة الإعلان، كما أنه سوف يفيد الطلاب الدارسين في مجال التسويق والإعلان، وسوف يتيح لأساتذة الجامعة والمعاهد المتخصصة الفرصة لتزويد الطلاب بمحتوى مبسط وواضح لشرح الوسائل الإعلانية.
تحدَّثت مع الشمري وسألته، هل انتهى طموحه مع هذا الإصدار فأبلغني أن هذا هو البداية وسوف يعمل بشكل مستمر على إصدار نسخ محدثة منه حيث إن الوسائل الإعلانية تتطور وتتحدث بشكل مستمر وسريع وبالتالي فهذا الدليل يجب أن يواكب مرحلة التغير الذي تعيشها صناعة الإعلان والوسائل الإعلانية.
ما قدمه الرائع ممدوح الشمري من مادة ثرية كان جزءًا منها يباع في السابق بمقابل من بعض الوكالات الإعلانية وهو أتاحها للجميع بلا مقابل بهدف إثراء العلم والمعرفة بهذا المجال، فله منا الشكر والثناء وبانتظار إصداراته الجديدة. وأثبت الشمري أن وطننا غني بأبنائه الرائعين المبدعين.