مها محمد الشريف
الواقع أن كثيرًا من الحوادث الإرهابية في أنحاء متفرقة من العالم تمر بعدة مراحل تهيمن عليها غالبًا الظاهرة الإسلامية وتجربة الإسلام السياسي، وهو خطر يحدق بالمجتمعات في كل مكان يتبناه جيل جديد يمارس القتل بحرفية متقنة ويختار لها توقيتًا محددًا يستهدف به الناس بالدهس والطعن، ويتمثل ذلك في وضع أقل ما يُقال عنه مزدوج الأغراض يستحيل ضبطه والسيطرة عليه بدأ في العواصم الأوروبية، على إثرها نبه الخبراء إلى تلك الأساليب المتلاعبة بالدين، وأصبح موضوعًا جدليًا وواقعًا سياسيًا من ناحية ثانية عانت كثير من الدول الأوروبية والعربية منه ومن الذين ارتبطت أفكارهم بالعنف والقتل وجعلتهم ينظرون للحياة بمنظار سلبي ويشعرون بالاضطهاد ومن ثم العزلة عن المجتمعات الأخرى.
فإن هذه الأحداث الإرهابية تتداخل لتتمخض عن قضايا مهمة وملحة على الصعيد الدولي، وتبعاتها من مسائل تريد تدمير العالم بداية من الشرق إلى الغرب، فقد استخدم «الإخوان» لغة لها صوت أجش تجعلهم عنيفي القول والفعل وتناقضات في تفسير الأحكام الشرعية، نبرات تتعالى أقرب إلى الصراخ تمتهن الخطابة والصعود على المنابر للإخلال بميزان العدالة وتسييس المحاكم وعسكرة الحياة، لغة تثير الكراهية بين الطبقات الاجتماعية وتشحذ همم الشباب بدعاوى كاذبة تهدف للإرهاب ودوافعه.
بالطبع ليس ثمة أي جديد حول ظهور ترسانة مليئة بكل أنواع التنظيمات الجهادية الأصولية وصناعة القومية والكراهية وموادها الأولية تستهدف المجتمعات الآمنة لزعزعتها، واتفق الخبراء جميعًا على ضرورة مواجهة هذه الجماعات، خاصة الإخوان، لتفنيد أفكارهم من أجل الكشف عن معتقداتهم الحقيقية وكيفية تصويرهم للمجتمع والدين وتصنيفها منظمة إرهابية.
وعقد أعضاء البرلمان الأوروبي وخمسون باحثًا ومستشارًا من الأعضاء بالبرلمان ومحللون سياسيون ندوة نظمها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات بالتعاون مع المؤسسة الأوروبية للديمقراطية، طالب عشرات الخبراء والحقوقيون الحكومات الأوروبية بوضع سياسات فورية عاجلة لمواجهة الأيدولوجية الفكرية غير العنيفة، التي تروج لها جماعات الإسلام السياسي.
ناقش المشاركون خلالها تقريرًا صادرا عن البرلمان البلجيكي بشأن الهجوم الإرهابي الذي وقع في مارس عام 2016، وحذر الخبراء، خلال الندوة التي عقدت بمقر البرلمان الأوروبي، من مخاطر التردد في إغلاق المجال، أمام هذه الجماعات، كي لا تستغل الحريات والتعدد الثقافي في أوروبا، لإقناع الشباب المسلم في الدول الأوروبية بتبني الأفكار المتطرفة، التي تؤدي في النهاية إلى أعمال إرهابية تهدد المجتمعات وأمنها. كما نقلته سكاي نيوز وبعض وكالات الأنباء.
لكن الواجب على المسلم الذي عاهد ربه على عقيدة ناصعة لا يشوبها خلل أن يخدم الإسلام بالتسامح والتعايش السلمي، لا يغرقه في بحر الشبهات، فكل الظروف المحيطة بالمسلمين خلقت صورة سلبية عند الغرب، ما جعلهم يرون أن هذه الجماعات الإخوانية تقول للمسلمين أن أوروبا ضد الإسلام، وهذا يخالف الواقع، ويعمق الهوة بين العقل العربي والعقل الغربي باستخدام مصطلحات غريبة لأن الجميع لديهم القدرة على ممارسة حرياتهم في اتباع تعاليم أديانهم، فضلاً عن حقوقهم الأخرى في أوروبا دون أي صعوبة أو ضغوط تلغي أي قانون من قوانينها.