جاسر عبدالعزيز الجاسر
يتداول البعض مقولة «السياسة تدفع من يمارسها إلى ارتكاب التجاوزات» ذلك قول، وإن كان ليس على إطلاقه صحيحاً تماماً؛ لأن من بين الكثيرين من الساسة الذي يظل ملتزماً بمبادئه ونهجه الأخلاقي دون النظر إلى ما يحققه من مكاسب إن هو تنازل عن بعض منها، إلا أن الشيء الذي يُجمِع عليه الكثيرون أن إحدى ممارسات السياسة، وهي العملية الانتخابية، التي يصنفها الغربيون بأنها عنوان الديمقراطية، هي واحدة من أكثر الطرق والأساليب التي تظهر كيف يرتكب السياسيون المخالفات والتجاوزات، بل وحتى المساوئ من أجل تحقيق الفوز بالانتخابات؛ إذ إن كثيراً من المبادئ وحتى الأخلاق تغيب من أجل تحقيق الهدف الذي يراه من «يلعب» لعبة الانتخابات أنه الأسمى. وهكذا، ووفق مبدأ ونهج هؤلاء الذين لا يرون إلا في أنفسهم وما يطرحونه من آراء هو الذي يعالج الأوضاع، فإن قاعدة «الغاية تبرر الوسيلة» هي المعتمد عليها والمنطلق الذي يطلق إبداعات ذلك السياسي المنفلت من أي التزام أخلاقي أو مبدئي.
وهذا ما فعله الفريق أحمد شفيق بارتكابه سقطتين كبيرتين، مترجمة لقاعدة الغاية تبرر الوسيلة، فالفريق أحمد شفيق الذي سقط في الانتخابات الرئاسية المصرية التي أوصلت محمد مرسي مرشح الإخوان في مصر للرئاسة.
وصيف مرشح الإخوان يحاول أن يلعب «لعبة الانتخابات» بوسيلة ليس فقط لا يريدها المصريون بل يحتقرونها.
طبعاً، غاية أحمد شفيق هو الفوز في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة، والوسيلة كما كشفت سقطتين لشفيق هو ركوب «الإخوان» كيف... ؟!
السقطتان اللتان أقدم عليهما شفيق، تمثلتا في إساءته وطعنه لدولة الإمارات العربية المتحدة التي يعرف المصريون جيداً ماذا قدمت لمصر، ومدى مساعداتها القيمة لهم كشعب وليس للنظام، إذ إن شفيق زعم أنه ممنوع من السفر خارج دولة الإمارات، وأن حكومة الإمارات تمنعه من السفر للترشح للرئاسة، وهو ما ثبت «كذبه» بعد سفره خارجها مطروداً.
السقطة الأخرى لشفيق خروجه ببيان مسجَّل على «فديو خاص لمحطة الجزيرة القطرية يعلن به ترشحه وضمَّنه حيثيات سعيه للترشيح».
المصريون أكثر العرب كرهاً لمحطة الجزيرة القطرية، ولا يمكن أن يقبلوا بأن يكون شفيق «حصان طروادة» قطري لعودة الإخوان الإرهابيين لحكم مصر بعد أن تخلص المصريون من كابوسهم.