نوف بنت عبدالله الحسين
يوجد دواخلنا عوالم مظلمة... تتكدس فيها الآلام... وتكون مرتع للأحزان... تلك العوالم المظلمة... التي تجعلنا نتقمص الحزن ونتجرعه ونلتقطه في كل حين... تسيطر علينا وتشل تحركاتنا وتعيق تقدمنا وقد تقتلنا على مهل... هذه العوالم إن استمرت في السيطرة فستكون مرتعا لأي أمر سلبي... يدمر نظرتك للحياة... ويعمي بصيرتك عن كل ما هو نيّر وجميل...
تلك العوالم... تحتاج إلى مصباح من أمل.. يتّقد بالإيمان... وينير القلوب... ويعيد الحياة إلى مسارها الطبيعي...
تأملت قول أحدهم في (تويتر) وهو يلفت النظر نحو الآية الكريمة: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.. دعانا للتأمل في اقتران العسر مع اليسر وليس بعده...
كم نحتاج إلى هذه التأملات الروحانية... التي تعيد للنفوس صفاءها... وتعيد للخطوات طريقها نحو السلام والهدوء... أن نستدرك كل ما يمر حولنا من نعم وكرامات... أن نفرح بما لدينا... وأن نذهب إلى مواطن السعادة التي نصنع مماليكها... ونتفنن بجعلها أجمل وأنقى وأرقى... أن نتصالح مع أنفسنا ومع من حولنا... وأن نذهب إلى أبعد مدى في الاطمئنان... أن نطمس الظلام بنور الحياة.. ونعيد توازننا ونقترن بذواتنا المنسية... ننطلق بها نحو فضاء رحب يتسع لفرحنا... كلنا يستحق الفرح... كلنا يستحق أن يعيش بعيداً عن المنغصات... أن نكون هالة من طمأنينة... أن نستمتع باللحظة الجميلة... وأن نضحك من أعماقنا... أن نمارس طقوس السعادة... وأن نفصل بين الألم والأمل... أن نكون مصدرا جميلا لكل من حولنا... أن لا نكون ناقلي الحزن والضجر... وأن لا نحمّل أنفسنا ومن حولنا مالا طاقة لنا به من الأسى... وأن لا نثقل أرواحنا فوق ما تتحمله...
كن داعي للحب والسلام والسعادة... وابعد عن الظلام... ولا تسافر أبداً أبداً للعوالم المظلمة... وقاوم رحلة الألم بكل قوة وشجاعة... وكن أنت الشخص الذي تريد أن تكون.. لتكون.