رقية سليمان الهويريني
يتفاجأ أغلب الشباب حين انضمامهم للعمل في الشركات والهيئات بعدم قدرتهم على التكيف، سواء فيما يتعلق ببيئة العمل أو طبيعة ومهام الوظيفة المسندة لهم أو عدم تحملهم طول وقت الدوام.
وبرغم قيام وزارة العمل بمبادرات لتأهيل الشباب مثل برنامج «تمهير» إلا أنه لا يقدم خدمة نوعية للموظف المبتدئ خصوصاً أن التدريب يتم عن بعد، وبعد الحصول على الوظيفة مما يفقده أهميته وهدفه!
وينبغي على الوزارة توجيه الشباب وهم لا يزالون طلبة على مقاعد الجامعات أو الكليات والمعاهد الفنية للشركات الخاصة والحكومية، بهدف الاستضافة والتدريب، سواء بتخصيص ساعات أو أيام في الأسبوع أو في الإجازات وبعد انتهاء الدراسة، والتأكيد على تدريبهم ميدانياً مع الالتزام بالحضور والانصراف والانضباط، ويتم تضمين نتائج التدريب في السجل الأكاديمي كساعات حرة ذات أثر في المعدل العام، وإضافة ساعات التدريب في السيرة الذاتية مما يجعل المتدرب ملتزماً ومتحفزاً للعمل وجاهزاً له.
وأتمنى على البرامج التلفزيونية المهتمة بالشباب وعلاج البطالة أن تعرض بعض النماذج الإيجابية لهؤلاء الشباب وإظهار صبرهم وعصاميتهم، واستضافة بعض رجال الأعمال لاستقطاب الشباب وتوقيع عقود عمل حقيقية معهم بعد تخرجهم مما يحفز غيرهم ويوقد روح النشاط والتفاؤل، وبالمقابل عدم التركيز على مدح الإجازات وإظهار الفرح بها كما هو حاصل حالياً!
وهذا الأمر يسري على الأسرة بتشجيع أبنائها على العمل بدلاً من إغراقهم في الدلال وتحقيق مطالبهم. وللمدارس والجامعات دور مهم في دفع الطلبة للعمل المهني والفني وتوجيه اهتماماتهم وميولهم للمجرى الصحيح بدلاً من عبارة (وش تحب تصير إذا كبرت؟)!
أقول ذلك وأنا ألمس شباب وطني متردداً أو تائهاً بين وظيفة لا تناسب قدراته أو لا يستطيع التأقلم معها فيتركها، أو تستغني عنه المؤسسة أو الشركة مما يزيد من حجم البطالة ويسبب إحباطاً له ولأسرته!