لم أكن في يوم من الأيام رياضياً بكل أسف، ولكن لما رأيت كيف يتقدم هذا المارد على الفرق الكبيرة محققاً النجاح تلو النجاح، أصابني بالإبهار، فقررت المشاركة اليسيرة ولو بقلمي المتواضع.
قبل ما يزيد على نصف قرن كنا نعيش في قريةٍ وادعة تحيط بها بساتين النخيل إحاطة السوار بالمعصم، بيوتها متراصة طرقاتها ترابية ضيقة بها مجالس للرجال تعلوها أسطح بعض البيوت التي ترتبط بعضها ببعض، ليستظل بها من ينشد الراحة والهدوء وتغيير المكان، عوض البقاء داخل البيوت لتجاذب أطراف الحديث ورؤية عابري السبيل وهم قلة، نظراً للعدد القليل من السكان ولانشغال الغالبية بالفلاحة وكسب لقمة العيش بشق الأنفس .
في تلك الأيام الهادئة الهانئة والجميلة، بزغ في سماء حرمة نجم كروي شرُف فيما بعد بأخذ اسم أسد من أسود المملكة والعالم جلالة الملك فيصل - رحمه الله - فريق الفيصلي لكرة القدم، وبدأ المسيرة الرياضية خاصة في ميدان كرة القدم بخطى قوية ثابتة ، أثارت إعجاب الأهالي والإقليم، ثم بدأ نجمه يصعد ويتقدم حتى بز صيته ولمع نجمه في منطقة الرياض ، وخلال سنين قليلة من تحقيق هذا النادي الذي ولد من رحم قرية صغيرة وحقق بطولات وأمجاداً كثيرة وقفزات كبيرة، وذاع صيته ليس في إقليم سدير بل في جميع أرجاء المملكة شرقاً وغرباً، وحاز على إعجاب القاصي والداني والتف حوله أبناء حرمة الموجودين فيها أو في مناطق المملكة المترامية الأطراف ، بل وحتى من كانوا يعيشون خارج الحدود سابقاً في مدينة الكويت والزبير، حيث نال على إعجاب الجميع كبيرهم وصغيرهم ومن له شأن بالميدان الرياضي ومن ليس له شأن ، وصار نادياً رياضياً معروفاً ومميزاً ومحبوباً من الجميع .
واليوم ونحن نتابع مسيرة هذا النادي العريق نراه يتقدم بخطوات سريعةٍ وثابتة يبهر بها محبيه والمعجبين به، فهنيئاً لمدينة حرمة وأهاليها بمن يرفع الرؤوس عالياً ومن يحقق الأمجاد والفخر، ولكل من قام ويقوم على هذا النادي العريق تحية إجلال وتقدير ومن فوز إلى فوز.
** **
- عثمان بن عبد المحسن العبد الكريم المعمر