حميد بن عوض العنزي
لدينا شباب خلاق بأفكاره وإصراره على صنع النجاح، وخوض تجربة العمل التجاري بأي إمكانيات متوافرة مهما كانت بسيطة، من خلال استغلال بعض الأفكار، وتحويلها إلى مشروع، وتسخير الأدوات الممكنة التي يمتلكها لخدمة هذا المشروع.
بالأمس شاهدتُ مجموعة من الشباب، يعملون في توفير جلسات برية في الساحات المحيطة باستاد الملك فهد، وهم يوفرون للمتنزهين الفُرش والقهوة وحتى الكهرباء والتلفزيون على طريقة التأجير. وعلى الرغم من بساطة المشروع إلا أن أحد الشباب يصفه بالجيد من حيث الدخل؛ الأمر الذي جعله يفكر في التوسع وتطوير الفكرة.. ويقول إن لديه أفكارًا كثيرة لمشاريع مشابهة إلا أنه عانى من عدم امتلاك المال الكافي للتوسع في مشروعه.
أعتقد أننا بحاجة إلى تطوير أفكار لتمويل المشاريع متناهية الصغر، التي لا تتطلب مبالغ كبيرة. والأهم هو إيجاد قنوات سهلة، تساعد الشاب على البدء في مشروعه. للأسف، إن كثيرًا من الجهات التمويلية التي تمارس الدعاية اليومية هي في الحقيقة تنفق على دعاياتها وإعلاناتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما تمنحه للشباب؛ لأنها لا تقدم التمويل الميسر السهل إلا بالدعايات، أما في الواقع فإن الشاب يعاني الأمرين من كثرة الطلبات والمراجعات والشروط!!
تشجيع الشباب على الأعمال الحرة وممارسة التجارة بمشاريع بسيطة، ودعم أفكارهم ومشاريعهم، أهم من توظيفهم، وخصوصًا أن هناك شبابًا لديهم حب وشغف بالعمل التجاري، وهم لا يزالون طلابًا في الجامعة، وهذه فرصة أن يتم تقديم الدعم لهم قبل أن يصلوا مرحلة انتظار الوظيفة والاصطفاف في طوابير البطالة.