ابتهجت أساريره حين ردت عليه وكتبت: برب ، ألبس عباءتي وأدردش معك .
- أوك.
كان قد تعرف عليها عن طريق أحد مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية من فترة بسيطة كانت كافية لأن تتغلغل إلى كل خلايا جسده، وأن يحبها فوق مستوى الحب، ولا سيما أنه يعاني من البرود العاطفي الأسري على الدوام .
كان حبه لها يزداد يوماً بعد يوم، وكلما داعبت كلماتها أحداقه وهي تحدثه عن حبها الجنوني له ومدى تعلقها به، وأن سهمه قد أصابها في مقتل حتى أصبحت أسيرة عشقه ولطفه وحنانه، ازداد بها تعلقاً وولهاً .
ثمة سؤال كان ملحاً يبحث عن إجابة، ويثير في فكره وقلبه منابع الحيرة:
أيعقلُ أن تعشقني وتتعلّق بي وأنا أكبر منها بعشرين خريفاً؟ أم أنها ممن يجيدون رياضة الباليه ببراعة ؟!
سألها:
- هل تبقت لديك محاضرة في الكلية؟
- لا
- تمام .. يعني سوف نواصل حديثنا وأنت في السيارة عائدة إلى المنزل .
- أكيد ، سنواصل الدردشة، ولكن لن أذهب إلى المنزل الآن، بل سأذهب مع زميلاتي لمطعم (.....) ؛ لتناول طعام الغداء معهن .
- من سيوصلكن ؟
- السائق طبعا .
- أها ، بالصحة والعافية على قلوبكن إن شاء الله .
- الله يبارك فيك ولا يحرمني منك يا .....
واصلا الدردشة بكلمات لا تخلو من العاطفة والأحاسيس الجياشة، وشيء من الغزل والرومانسية العارمة .
- عن إذنك يا .... الحين أنا بأنزل مع زميلاتي .
- يب .
كانت فتاته التي أحبها وأسكنها قلبه قد رسمت له - كما رسم لها - أبدع صور الحب والوفاء والإخلاص له والتضحية من أجله، وأنه أول حب في حياتها والأخير بالطبع، مما دعاه لبذل كل شيء في سبيل إرضائها عطاء وتضحية حتى بأسرته، وكلما تذكر ثقتها التي منحتها إياه لدرجة اطلاعه على تفاصيل وشكل جسدها وحتى شكل عباءتها ولون نظارتها اللتين تذهب بهما إلى الكلية ازدادت ثقته بنفسه .
قرَّر أن يشاهدها على الطبيعة دون أن تعلم؛ كي يفاجئها مساء عندما يلتقيان عبر الموقع.. فهذه فرصة العمر بعيداً عن المخاطر والخوف من ذويها .
انتظر خروجها من المطعم وهو قابع في سيارته، وما هي إلا لحظات وإذا بها تخرج من البوابة في أبهى تجليها، لكن من يرافقها كان شاباً وسيماً في مقتبل العمر !
** **
- محمد حسن بوكر