1 - مواربة ..
كان الباب موارباً بينهما.. كلاهما لا يعرف أنّ أنامل الآخر تهمّ بدفع الدرفة.
وحده الباب.. تدفأ لكثرة ما لامسته كفان متقابلتان مترددتان!
2 - إشراع ..
بعد ما أكل كفيها التردد.. همّت بإشراع الباب على مصراعيه كي يجرأ على الدخول ولا يخشى شيئاً، أو على الأقل لكي تخرج هي إليه، فتريح وتستريح.
لم ترتدِ ثوباً ينمّ عن مفاتنها، لم تضع كحلاً في عينيها، لم ترش عطراً على نحرها.. لم تعدّ كلاماً حلواً لتقوله.
فقط.. قطفت ياسمينة من حديقتها ومدّتها له لحظة خروجها من الباب قائلة:
«أنت تتفتّح في روحي مثل تفتّح هذه الزهرة»!
3 - إشراع آخر..
تركت الباب مشرعاً من ذلك الصباح، فقد قرأت في عينيه ما يماثل عبارتها له، كأنه قالها في انفراجة شفتيه دون أنا ينبس:
«وأنتِ كذلك».
ظلّ الباب مشرعاً للشمس.. للهواء.. للغبار.. للوحشة.. لـ لا أحد!
4 - إغلاق..
أغلقت الباب أخيراً بعد تمكّن اليأس منها، دون أن تقفل المزلاج.. علّقت سمعها على الباب بانتظار طرقه.. باتت متأهبة لقول: «تفضل» ، لكن كبرياءها ثناها إلى ضرورة السؤال أولاً.. حتى إذا ما قال: «أنا».. أرجأته إلى غدٍ أو بعد غد بحجة انشغالها.
هزت رأسها طاردة تلك التمثيلية التي لا تليق بلهفتها.. بل سأهتف:
«تفضل؛ فقد أعددت لك متكأ في قلبي قبل مجلسي».
سأقطف له جميع أزهار الياسمين المتفتحة، وكذلك التي توشك براعمها على التفتح.. سأتلو عليه ما نظمته من قصائد في غيابه.. سأبكي بين يديه وسـ... ، و... انقضى النهار، وتلاه نهار إثر نهار والباب لم تطرقه كفٌ مشتاقة!
5 - إغلاقٌ آخر وأخير..
ألقمت فم الباب مفتاحاً حديدياً، وأدارته مرتين، ثم سحبت مزلاجه جهة اليسار.
عاد الباب بارداً.. صلباً.. موحشاً؛ إذ لا كفان مترددتان من جهتين متقابلتين ترغبان في دفعه!
** **
- هيفاء بنت محمد الفريح