شهادة 2012
وهي تستحم، عثرت على ما يشبه الورقة ملتصقة بأعلى رقبتها، بحجم أصبعها الإبهام، حاولت نزعها، لم تستطع، سكبت عليها الماء الحار وحاولت ثانية ولم تنزلق أو تتحرك من موضعها!
أحضرت الأسفنجة الخشنة المخصصة للقدمين وأدارت يدها للخلف وفركتها بقوة وتحسستها ثانية ووجدتها ثابتة بأعلى الرقبة!
أحضرت مرآة مكبرة وأعطت ظهرها للمرآة، كانت الورقة صغيرة وعليها كتابات بحروف صغيرة لم تستطع أن تتبين ما هي.
أقلقها أمر هذه الورقة وأصبح تحسس مكانها شغلها الشاغل، لم يمر وقت طويل قبل أن تدير ظهرها لصديقتها وتسحب قميصها وتقول بخوف:
ما هي هذه الورقة الملتصقة بي؟
تقرأ صديقتها بصوت مرتفع:
تاريخ الصنع
البلد المصنعة
كيفية الاستخدام
وتاريخ انتهاء الصلاحية
شهقت مستغربة والتفتت إلى صديقتها، نظرت إليها صديقتها بهدوء وقالت:
كلنا لدينا في أعلى الرقبة ذلك الملصق! أنت فقط للتو تكتشفينه!
حتى صديقتي الإنجليزية لديها ذات الملصق لكنه بجودة أفضل
طقس 2013
كان شباك الكلام مواربًا، وحبات البَرَد ظاهرة خلفه. صغيرة وشاحبة!
لم أمد يدي لأفتحه
لو أفعل يتدفق كل ذلك الصقيع إلى أصابعي وتنكسر!
بن ثقيل جدا 2013
يفيض النهار تعبًا وشجنًا، وتمتلئ قدور المساء بالخيبات الثقال، وفناجين الصباح لا تزال مرة ومستعصية على فأل القراءة، قلبت فنجانها ورشح في القاع سواد القهوة.
قالت لي:
أنا لا أضع النقط على الحروف هنا، بل أقنع الحروف ألا تلتزم بما تقوله النقط... ألا تصدق النقطتين أسفل الكلمة ولا النقطة المنفردة فوق الحرف المصمت، أحيانا ما تصنعه النقط مضلل جدا، وما ترضى به الحروف مخيب للآمال.
همت أن تمد يدها إلى فنجاني لكني أخبرتها أن قهوتي عربية ومليئة بنثار الهيل.
SMS
كان الصباح قد انصرم بكل بهائه والظهيرة أقبلت بكل سمومها الجافة، وكان كثير من الكلام الدبق يزحف على الأرضية بيننا وبعضه كان يمتلك القدرة على الطيران حولنا، كانت تتنطع بمصطلحات وظيفية باردة ردًا على أسئلة المذيعة، كلام طويل وعريض المنكبين وسمين جدا!
وبهذه الكلمات الكبيرة، كانت تصعد فوق اكتاف الجالسات حول طاولة الاجتماع واحدة واحدة.
حين اقتربت من كتفي انتصبت واقفة، كنت أريدها أن تصل بسرعة للسقف فقد كان البث متعثرا والحر شديد جدا... والكلمات بدأت تتعفن وتزكم أنوفنا.
انكسار
في الطريق القصير
لم نكن نتكلم
كانت الأغنية تعبئ تلك المسافة الضيقة بيني وبينه
كان يحاول أن يهادن انكساره بالأغاني
وكنت أعرف أنها طريقة فاشلة لتفادي الحزن!
علبة
هكذا أطل على العالم
من غرفة ضيقة جدا، جدرانها الأربعة مطلية بالسواد، شباكها الوحيد في أقصى زاوية اليسار، صغير ومغلق بإحكام، الباب غير مرئي، مخفي في طيات السواد، ليس هناك نتوء يدل عليه ولا أكرة ولا عتبة تسرب الضوء أو الهواء، مشقوق في منتصف أحد الجدران، كل ما يدل عليه خارج الغرفة، أما داخلها فسواد مستوٍ وأملس!
كان حظًا طيبًا أنني عثرت على المفتاح رغم غياب الباب!
** **
- ليلى الأحيدب