عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم أتطرق أو أتحدث بإسهاب في ما حدث في لقاء الذهاب الآسيوي الذي دار يوم السبت 18نوفمبر بين الهلال السعودي وأوراوا الياباني رغم ما شهده اللقاء من أحداث ومنعطفات لكن أحببت الحديث إلى ما بعد لقاء الإياب والنهائي والذي جرى يوم السبت الماضي على أمل أن تتغير النتيجة للأفضل ليكون الحديث وافياً ومتكاملاً، واليوم والهلال يخسر بنفس السيناريو والطريقة التي خسرها سابقاً سواء أمام سدني الاسترالي أو أهلي دبي فمشكلة الهلال المحيرة أنه يصل إلى النهائي بكل سلاسة وجدارة وما إن يأتي للنهائي إلا وتتلاشى الآمال من خلال عدة معطيات قد يكون من أبرزها الأداء الفني وانعدام التسجيل وإضاعة الفرصة تلو الأخرى.
لقد تابع الجميع لقاءي النهائي ذهاباً وإياباً والكل خرج بتصور أن البطل الياباني قد استحق البطولة بكل جدارة واستحقاق فلم يتم مساعدته للحصول عليها ولم تساعده أخطاء حكام أو غيرهم للحصول على البطولة فقد ساعد نفسه ولعب بذكاء وتنظيم ساعدة على أن يكون بطلاً، وفي المقابل نجد أن منافسة الهلال لعب بدون تكتيك أوتنظيم واعتمد فقط على مهارة لاعبيه ولا يمكن القبول باختزال إصابة لاعبه ادواردو بأنها السبب الرئيسي في ما حدث، فالهلال ليس فريق اللاعب الواحد ولكن لنكون أكثر واقعية ومنطقا محترما فرغم تاريخ وخبرة مدرب الهلال دياز إلا أن عمله كان شبيهاً بالعمل الارتجالي واعتماده على أسماء لا يمكن أن يجلبوا بطولة كبيرة كالبطولة الآسيوية والدليل ان طوال لقاء الاياب لم نجد فرصة واحدة حقيقية جديرة بالتسجيل وهذا أكبر دليل ان العمل الفني أقل من المطلوب رغم ان الفرص التي حصلت وكان بالإمكان استغلالها وتسجيلها في لقاء الإياب أفضل ولكن هذا لا يمكن ان يكون مبرراً كافياً لخسران اللقب.
الهلال يا سادة بحاجة إلى لاعبين كبار وثقال فنياً داخل الملعب يستطيعون ترجيح كفة الفريق في اللقاءات الكبيرة والحاسمة وما يملكه الهلال اليوم من لاعبين قد يكونون مميزين على المستوى والمسابقات المحلية وحتى لو وصلوا بالفريق لنهائي يظل العمل ناقصاً وغير مكتمل إذا لم يحقق المطلوب الذي طال أمد انتظاره لسنوات ليست بالقليلة.
نقاط للتأمل
-لم يجد الهلاليون وخاصة اللاعبين اي عذر أو مبرر لضياع اللقب فقد وفرت الإدارة كل سبل الوصول من خلال تذليل كل الصعاب حتى إن الفريق وصل لليابان قبل الفريق الياباني ناهيك عن الدعم الشامل من الجميع، ولكن أكرر ان نوعية اللاعبين لا يمكن أن تساعد على تحقيق بطولة قارية رغم ضعف المنافس فنياً.
- حقيقة يجب أن يعرفها الهلاليون قبل غيرهم حول بطولة آسيا المستعصية فالعامل النفسي أصبح أمراً واضحاً ففي كل بطولة يصل الهلال إلى النهائي أو ما قبل النهائي ويخرج من فرق أقل منه وبأخطاء بدائية مثل ما حدث مؤخراً، فهدف أوراورا في لقاء الرياض لم يكن له داع، أما هدف النهائي في لقاء اليابان فسناريو يتكرر في كل بطولة ومن نفس اللاعب ولا زال للمسلسل بقية.
- يعتبر لقاء هذا المساء الأهم في الجولة الـ12 من دوري المحترفين السعودي الذي يجمع الهلال والأهلي، وتكمن أهمية اللقاء بين تأكيد صدارة الاهلي أوعودة الهلال للبحث عن صدارته التي يمكن له استردادها ان استثمر لقاءاته المؤجلة ولكن لقاء الليلة هو الاختبار الحقيقي في أحقية أحدهما فالهلال والأهلي دائماً ما تكون لقاءاتهما مثيرة وشيقة ويعتبران أفضل الفرق في الوقت الحاضر.
- عاد النصر قوياً ومثيراً بتغيير المدرب ومنحه كامل الصلاحية، وقد اتضح الفرق بين نصر ما قبل التوقف ونصر معسكر جبل علي الذي كان أول ضحاياه فريق الرائد، وعودة النصر لوضعه الطبيعي هي عودة للإثارة والتشوق والتنافس الشرس والمحبب بين الأندية الكبيرة خاصة في ظل غياب فريقي الاتحاد والشباب عن مستوياتهما المعروفة وقد يحل الفيصلي بديلاً عن أحدهما في سلم الدوري وقد يكون هناك فرق قادمة وبقوة غير متوقعة.
- خاتمة: الصداقة هي ذلك الامتحان الذي يتسارع الجميع لدخوله دون مذاكرة... والنتيجة قليل من ينجح لصعوبة مادتين...... الصدق، والوفاء!!
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.