محمد المنيف
أعلم أن البعض من التشكيليين السعوديين المحظوظين قد مكنتهم القدرات المادية من زيارة متاحف العالم ومنها متحف اللوفر في فرنسا وغيرها، وقد تكون زيارتهم للوفر أبوظبي للاستزادة فقط ومشاهدة ما وصلت إليه المتاحف الحديثة وما يحويه هذا المتحف من الأحدث. إضافة إلى الاطلاع على الإبداع في تصميمه خصوصا للمهتمين بالهندسة.
أعود لمن لم يحالفهم ذلك الحظ، وقد لا يحالفهم حتى إلى زيارة هذا المتحف القريب الذي ولد على أرضهم الخليجية ومد يد التواصل مع أحد أعرق المتاحف العالمية، وأصبح يجمع بين قرب المسافة والقيمة المتحفية تنظيما وتصميما والغني بالقطع من الآثار أو اللوحات والأعمال الفنية من عصور مضت، وأعني بهؤلاء فئة شباب الفنون التشكيلية منهم المتميزين الذين آمل أن تكون وزارة الثقافة قد وضعت عليهم العين من خلال متابعتها للساحة وقيامها بتقييمهم من خلال نضوج أعمالهم التي تستشرف بها الوزارة مستقبلهم، أن يعد لهم برامج زيارات تكسبهم ثقافة ومعرفة بتاريخ الفنون ومراحله، كما أن مثل هذا المطلب موجه إلى جامعاتنا التي بها اقسام للتربية الفنية في حال وجود مواهب واعدة لتكون الزيارة جزء من مشاريعهم البحثية للتخرج، وصولا إلى جمعية الثقافة والفنون التي لها ميزانية رسمية بالملايين ولها حضور على مستوى المملكة من خلال فروعها مقدما العذر لجمعية التشكيليين الفقيرة ماديا وتواصلا مع الآخر.
فمثل هذه الزيارات لهذا المتحف القريبة ومنها متحف لوفر أبو ظبي ومتحف الفن المعاصر في الشارقة أو حتى على مستوى العالم أن يتم اختيار مجموعات من التشكيليين الموهوبين الذين يتم انتقاؤهم بدقة عبر لجان متخصصة، ليعد لهم برامج زيارات لفناين عالميين ومتاحف عالمية تعوضهم عن افتقارهم للكليات المتخصصة او المعاهد المعنية بالفنون الجميلة عامة والتشكيلية على وجه الخصوص، ويحضرني هنا تجربة ناجحة لإحدى الدول الخليجية التي نفذت برنامجا حافلا لاكساب الخبرات لمجموعة من الفنانين والفنانات بالسفر بهم إلى الدول التي بها متاحف فنية وفنانين مشاهير مخضرمين أو مجددين في مجال الفن بأساليبهم الحديثة حققوا بهذا البرنامج نتائج كبيرة ومؤثرة في مسيرتهم، وانعكست على معارضهم فأصبحوا منافسين مع الآخرين على المستوى العالمي.