أحمد بن عبدالرحمن الجبير
ازدادت عمليات الاحتيال المالي، مع الزيادة الكبيرة في استخدام التقنية، واعتماد قطاع كبير من المواطنين عليها، غير أن هناك استخدامات مشبوهة لها، وبخاصة في قطاع التجارة الإلكترونية والمعلومات المالية، بعيدًا عن الحماية أو المعرفة القانونية بصدقية المتعاملين بالقطاع الإلكتروني، حيث تظهر المغريات مشجعة للتعامل، حتى ينكشف خداعهم وزيفهم، وبالتالي على المتعاملين التوثق قبل المبادرة خوفًا من الوقع في براثن الاحتيال المالي.
فجرائم الاحتيال المالي خطيرة جدًا على الأفراد والمجتمع، والمؤسسات المالية والتجارية، وصار الاحتيال المالي عبئًا على جميع الدول، ويكلف الاقتصاد العالمي الكثير من الخسائر، فالتقارير الصادرة عن جمعية مكافحة الاحتيال الدولية لعام 2016م تفيد بأن جرائم الاحتيال المالي تكلف المجتمع الدولي خسائر تزيد عن 6 مليارات دولار بما يعادل 5 في المائة من دخلها السنوي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته لجنة الإعلام، والتوعية المصرفية بالبنوك المحلية الأسبوع الماضي في مدينة الرياض، والموجه للإعلاميين من خلال حملة التوعية (رقم تسعة) التي أطلقتها اللجنة تحت شعار (مو _ علينا) لتعزيز الوعي المصرفي العام لدى الأفراد، والمجتمع السعودي، وعملاء البنوك المحلية تجاه مخاطر الاحتيال المالي والمصرفي، وقد أدار المؤتمر الصحفي بكل اقتدار الاستاذ طلعت حافظ أمين عام اللجنة.
ولجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية تأسست عام 2006م، وهي لجنة منبثقة من لجنة رؤساء مجالس إدارات البنوك المحلية، وتقوم بمهمة تعزيز ثقافة الصناعة المصرفية وتوعية كافة أفراد المجتمع السعودي بمختلف شرائحه، ورفع مستوى الوعي المصرفي لدى المواطن، والمجتمع بالقضايا والمستجدات، والأنشطة والخدمات المصرفية السعودية على المستوى المحلي والعالمي.
لقد وفقت اللجنة في مؤتمرها الصحفي، وهي تقوم بحملات توعية متميزة كل سنة للإعلاميين لتوعية المجتمع السعودي، وتعزيز الإجراءات ضد الاحتيال المالي، حتى صار لها مردود إيجابي على الوطن والمواطن، وأسهمت في نشر الوعي المالي والمصرفي على المستويين الفردي والمؤسسي والإعلامي، وأصبحت المملكة من أقل الدول العالم للتعرض لجرائم الاحتيال المالي.
وأوضح الأستاذ طلعة حافظ أن حملة العام الحالي تركز على أربعة محاور رئيسة تتلخص في عروض الاستثمار الوهمي، والكسب السريع والاستثمارات عالية المخاطر، والتوظيف الوهمي والتحويل إلى مجهولين، وأكَّد على أن الحملة تهدف إلى توضيح الأسس، والمعايير الكفيلة بالحفاظ على كفاءة العمليات المالية والمصرفية وسلامتها، وتفادي الاحتيالات المالية لتقوم وسائل الإعلام بتوعية المجتمع السعودي.
نتطلع أن تحقق هذه الحملات أهدافها، وتنقية التعاملات المالية، والمصرفية من عمليات الاحتيال المالي، والتمويل غير المرخص، وعلى البنوك المحلية اتخاذ كافة الإجراءات للحد من الاستثمارات الوهمية، وأنشطتها غير النظامية، كتحويل الأموال، وسداد الفواتير لمجهولين من خلال الصراف الآلي، لقد سعدنا بما سمعناه، وهو بلا شك جهد عظيم يستحقون عليه الشكر وعلى رأسهم الاستاذ طلعة حافظ، ولجميع المشاركين من الإعلاميين، ولمن أسهم في نجاح المؤتمر.