القاهرة - «الجزيرة»:
شن سياسيون وإعلاميون مصريون هجوما حادا على الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي بسبب إساءته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، واصفين فعله بنكران الجميل لبلد احتضنته عندما هرب من مصر، بعد سقوطه في الانتخابات الرئاسية، أمام مرشح الإخوان محمد مرسي، وقد بدأت أزمة شفيق التي صنعها بنفسه لنفسه ليس بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكن في ارتكابه سقطتين كبيرتين، أولهما طعنه في الإمارات والزعم بأنه ممنوع من السفر خارجها، والسقطة الأخرى خروج بيانه اللاحق لبيان الترشح من فضائية الجزيرة القطرية، وهي القناة التي يكرهها المصريون والعرب بسبب دعمها للإرهاب والعمل على زعزعة استقرار المنطقة.
من جانبه، أعرب الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتية للشئون الخارجية، عن حزنه من تصريحات أحمد شفيق، التي اتهم فيها الإمارات بمنعه من السفر، وكتب قرقاش، عبر حسابه على تويتر: «تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ إلى الإمارات هاربا من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه» وأضاف «آثرت دولة الإمارات في تعاملها التمسك دوما بقيم الضيافة والرعاية حبا لمصر والمصريين الذين لهم في قلوبنا وتوجهنا كل التقدير والاحترام، وأكد بأنه لا يوجد عائق لمغادرة أحمد شفيق الدولة».
وتابع: «وللأسف وفِي هذا الموقف الذي يكشف معادن الرجال، لا يسعني إلا أن أضيف مقولة المتنبي، شاعر العرب الكبير، «إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا».
من جانبه، قال مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري إنه كان مفترض أن يعلن شفيق ترشحه من فرنسا يوم 22 ديسمبر القادم، وقد اتخذ كافة الإجراءات والاستعدادات لهذا اليوم وتابع بكري، في حسابه على «تويتر»: ولكنه قرر الاستعجال للأسباب الآتية: الإعلان المبكر لمنع أي مرشحين آخرين من الترشح، خاصة أن اتصالات جرت بينه وبين ممدوح حمزة الناشط، السياسي المعروف، نقل له خلالها وقائع الاجتماعات التي عقدت مع العديد من الشخصيات والتيارات الرافضة التي توافقت على شفيق مرشحا وحيدا، ثانيا: حدوث اتصالات أخرى مع أحمد شفيق من قبل بعض الشخصيات المتواجدة بالخارج نجحت في إقناعه بالإعلان المبكر لإحداث ضجة دولية ووضع النظام المصري في حرج أمام العالم، خاصة أن هناك بعض القضايا الجنائية لا تزال قيد التحقيق. ثالثا: استعجال الصدام مع الإمارات التي أوته وفتحت له أبوابها، لأنه يعرف موقفها الرافض لترشحه وإدارة حملته الانتخابية من على أرضها، ولذلك فاجأ الجميع وأولهم قادة الإمارات بالإعلان عن ترشحه.
رابعا: كان أحمد شفيق يعرف أن الإمارات قد تعاتبه على انطلاق دعايته الانتخابية من أراضيها، ولذلك ادعى حكاية المنع من السفر، وأعد شريطا وبعث به عبر وسيط إلى قناة الجزيرة للضغط على الإمارات وتدويل الأمر. خامسا : لم يكن هناك أمر بالمنع من السفر بدليل أن أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية نفى ذلك ولكنها كانت فرصة لأحمد شفيق لإثارة الرأي العام ضد الإمارات، بلا سبب أو جريرة؟
سابعا: وضع أحمد شفيق السيناريو بالعودة إلى مصر في إطار حماية دولية وحملات إعلامية وبيانات تصدر من منظمات دولية، كبداية للحشد ضد مصر والنظام الحاكم.
ثامنا: اختار أحمد شفيق إعلان قراره بعد ساعات من خطاب الرئيس السيسي والذي دعا فيه إلى حشد القوى الشاملة لمواجهة الإرهاب في سيناء، والذي لم نسمع إدانة أحمد شفيق الواضحة له، وكان هناك تعمد للتغطية على الموقف الوطني المصري في لحظة تاريخية لا يمكن أن تنسى.