«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الأربعاء الموافق الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول الجاري، أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى، حيث يلقي ـ رعاه الله ـ خطابًا، يتضمن سياسة المملكة العربية السعودية الداخلية والخارجية. كما أعلن ذلك سابقًا معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
وسوف يشرف الملك سلمان المجلس ويلقي خطابه السنوي الذي يتناول السياسة الداخلية والخارجية للمملكة بحسب ما تقضي به المادة الرابعة عشرة من نظام المجلس، مؤكدًا أن مجلس الشورى يستنير بمضامين الخطاب الكريم كل عام في أعماله وما يصدر عنه من قرارات. وإطلالتنا لهذا هي تعريف بالشورى وأهميتها في حياة المجتمعات الإسلامية التي تعد كما هو معروف للبعض أنها من أهم مبادئ الحكم في الإسلام، بل تعد من أهم المبادئ في الحكم ولأهمية الشورى في حياة المسلمين سميت «الشورى» باسمها كما هو معروف لكل مسلم يقرأ القرآن الكريم.
ومن هنا نجد أن الشورى تنحاز دائمًا إلى الرأي الآخر وتعني التعاون والتفاهم خلال اتخاذ القرارات التي تتعلق بحياة وشؤون المجتمع. والوطن في سبيل ضمان الحقوق العادلة بين مختلف أفراد المجتمع داخل الوطن. ومن هنا جاء اختيار أعضاء مجالس الشورى وحتى البرلمانات في الدول العربية والإسلامية المختلفة من خلال الاستئناس برأي أصحاب الخبرة والمعرفة والعلم.
ولو عدنا لبدايات تاريخنا الإسلامي لعرفنا كيف ترك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تعيين خليفة له واتخاذ قرار الاختيار والأمر بين يدي صحابته رضي الله عنهم أجمعين.. ومجلس الشورى في بلادنا كما هو معروف يختلف كثيرًا عن البرلمانات في الدول الأخرى كونه يخضع لسياسة ومنهج المملكة وكل عضو في مجلس الشورى يمثل الوطن لا منطقته أو مدينته كما في الدول الأخرى.
وهذا يعني لنا مقدار ما يتميز به مجلس شورى المملكة من خصوصية وفاعلية مشتركة تصب في قناة واحدة هي الوطن. لا المنطقة أو المحافظة أو حتى المدينة التي ينتمي لها عضو أو عضوة المجلس.
ومن هنا نجد أن المجلس تم اختيار أعضائه وعضواته من مستويات تعليمية مختلفة وحتى متفاوتة وصولاً لإتاحة الفرصة لجميع الثقافات والمستويات وحتى أصحاب الخبرة والمعرفة. مما يسهم في تعزيز اتخاذ القرارات التي تخدم المجتمع. ولعل من حسن الطالع ومحاسن الصدف أن تتزامن هذه الدورة السابعة التي تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين والمملكة تعيش عهدًا متميزًا بالتغيير والتنمية ومكافحة الفساد ومواجهة الإرهاب بقوة وعزم. بل إن إنجازات عديدة وفي مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والسياسية قد حققت ولله الحمد نجاحات جعلت المملكة تحتل مكانة رفيعة بين دول العالم.. وأخيرًا نبارك لمجلس الشورى رعاية خادم الحرمين لدورته الجديدة ونحن نتطلع بكل حب وتفاؤل في أن يحقق المجلس للوطن والمواطن ما يتطلع إليه الجميع من اجتذاب المزيد من الكفاءات والمزيد من الأعضاء والعضوات وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة والعمل في خدمة وطنهم داخل قبة المجلس العظيم.