مها محمد الشريف
لم يكن دافع إيران إلى شن هجوم إلكتروني على لبنان التدخل في شؤونها الداخلية فقط، فالخبث الإيراني والتوغل في لبنان أكبر وأخبث وإنما السعي الحثيث من خلال التدخل الإلكتروني إلى التأثير في الانتخابات التشريعية المرتقبة في لبنان، في العام المقبل، ولا سيما في ظل الأزمة اللبنانية التي فجَّرها الرئيس سعد الحريري بعد أن طفح به الكيل بشأن تدخل إيران في شؤون بلاده، وحين قدَّم استقالته بعد أن تكشَّفت خفايا الدول الراعية للإرهاب والمنظمات والأحزاب التي تنتمي للإرهاب الإيراني.. سنوات حاولت فيها السعودية مع أحرار لبنان معالجة مأساته مع أذيال الملالي ولكن سارت حتى اللحظة التي تتغيّر فيها سياسة التعامل مع هؤلاء سواء في الداخل اللبناني أو حلفاء لبنان من أبناء عروبته..
وفي المشهد نفسه كان للمملكة ولولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كلمة وموقف وقرار صدر من خلال اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي استضافته العاصمة الرياض.
وأن تغيراً جذرياً سيحدث بعد تعرض مصر للإرهاب والتطرف. يقول سموه: إن أكبر خطر حققه الإرهاب هو قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، أكبر خطر عمله الإرهاب المتطرف هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحة ومن ترويع للأبرياء في الدول الإسلامية وفي جميع دول العالم بأن يستمر أكثر من اليوم، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم خصوصاً في الدول الإسلامية واليوم سوف نؤكد أننا سوف نكون نحن من يلحق وراءه حتى يختفي تماماً من وجه الأرض، واضح التوجه الإسلامي الذي عبّر عنه الأمير محمد بن سلمان للقضاء على الإرهاب وفضح الحقائق والألغاز المبهمة لأجندة الملالي في المنطقة. في وقت يخوض القراصنة الإيرانيون العملية «أويلريغ، منذ ستة أشهر، عبر قرصنة خوادم لبنانية». كما أوردها المصدر سكاي نيوز عن صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: إن القراصنة الإيرانيين استطاعوا الوصول إلى البريد الإلكتروني لعون والحريري. ومن هذا المنطلق على الرئيس ميشال عون أن يرتب التسوية بالنأي بالنفس ويضمن استمرارها، وتلك نقطة مهمة جداً، إذا هدّد مجدداً الحريري بالاستقالة إذا لم يقبل حزب الله تغيير الوضع في لبنان فعلى عون مساندة مطالب الحريري، وعليه أن يفهم الخطاب السياسي الدولي الجديد وتوجهات السياسة الدولية وبشكل أكثر أهمية مع دول الخليج والمملكة.
إن الأحداث السابقة وبكل وضوح تعكس نشاط الشكل التنظيمي الإيراني عبر حزبه في لبنان، حيث تولدت منها أشكال شتى منها القرصنة المنظمة والمدعومة بشكل مكثَّف لاختراق حسابات المسؤولين السياسيين، ومن هنا نلاحظ وجود خطين متضادين يسيران في اتجاه واحد بنمطين مختلفين، يفترض مسبقاً أن عون حليف حزب الله في المقام الأول، وتطور العلاقات بينهما في تقدّم وتقاسما خلال هذه العلاقة السيادة، السياسية والدينية، وفي الخط الآخر المضاد قرصنة اختراق حسابه بهجمات منسقة على مستوى إستراتيجي.
ولننتقل إلى ما بعد هذه الفترة، الوقت الذي سيواجه عون مشكلة سلاح حزب الله وبالتحديد إذا انتهت أزمات المنطقة بسوريا والعراق، وبالتالي الطبقات المغلقة التي ضيعت هويتها وتحولت إلى تبعية مؤدلجة .
الكثير من أبواق عون وإيران في لبنان بدأت عليها علامات التلعثم والارتباك أمام جدية الموقف وحجم الخسارة التي سيمنى بها لبنان لو ترك عنانه في يد نصر الله، ولا بد أن عون يرى ذلك بوضوح حتى لو تماهى حزب الله في أيام معدودات..