جاسر عبدالعزيز الجاسر
توماس فريدمان لا يختلف كثيراً عن غيره من الصحفيين وحتى السياسيين الذين عرفوا المنطقة العربية، وبعضهم عاش سنين بين ظهرانينا، إذ إن البيئة التي تربى بها وثقافته الغربية تجعله أسير المصطلح الذي سمعه من غيره ويردده عن قناعة لأنه يستمد ذلك من ثقافته وقناعاته التي تربى عليها في البيئة التي نشئ فيها.
فريدمان، يقول إن الأمير محمد بن سلمان يصنع ربيع السعودية ولكنه من الأعلى.
فريدمان يقول إن الأمير محمد بن سلمان يعمل على إعادة تفسير الإسلام.
كثير من المفاهيم والقناعات التي يختزنها عقل وفكر هذا الصحفي والكاتب الأمريكي الكبير لا يمكن أن نغيرها لأنها متأصلة في فكره لأنه نشأ على ذلك، هم كذلك رغم أنه ارتبط بالمنطقة العربية منذ 38 عاماً، فمنذ قدومه للمنطقة مراسلاً مقيماً لصحيفته في بيروت عام 1979م وفريدمان لم تنقطع صلته بالمنطقة وما تشهده من أحداث، يتابع ويحلل ويسجل، وكل ذلك بعيون أمريكية وبعقل غربي.. وهكذا هو يفهم ما يقوم به الأمير محمد بن سلمان من حراك تنويري ومسيرة إصلاحية.
أما نحن السعوديين فلنا نظرتنا وفهمنا لما يقوم به الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومثلما نرى تشابهاً كبيراً بين الأمير الشاب وجده الملك عبدالعزيز في بسطة الجسم والملامح، نرى أيضاً تطابقاً كبيراً فيما يفعله الحفيد معيداً سيرة جده.
صحح الأمير محمد بن سلمان للمحاور الذي قضى 38 عاماً في متابعة وتحليل ما تشهده المنطقة العربية والدول الإسلامية من أحداث قوله بأن الأمير محمد بن سلمان يعمل على إعادة تفسير الإسلام والصحيح، كما صحح ذلك الأمير للصحفي أن ما يقوم به الأمير من عمل ويسانده في ذلك فريق كبير متكامل من العلماء والمفكرين السعوديين ومن الموظفين الذين يعملون بدأب وكفاءة، يعمل على إعادة الإسلام لأصوله.. الإسلام النقي الذي سبق كل ما تحاول الثقافة الغربية الادعاء بأنها من صنع حضارتها، فالإسلام النقي يعالج الكثير من المشكلات والإشكالات التي أوجدها الغلاة والتطرف، وهذا التطرف الذي تفشى في المجتمعات الإسلامية وولد الإرهاب، واجهه الملك المؤسس «جد» الأمير المتنور، فالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- واجه حالة من التطرف كادت تؤسس لإرهاب وتشديد، إلا أن الملك المصلح عالج الأمر وقضى على فتنة التطرف في مهدها، والقارئ لتاريخ ومسيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يعرف كيف قضى الملك المؤسس على فتنة التطرف وقبر الإرهاب قبل أن يتفشى.
هكذا يفعل الأمير محمد بن سلمان، يترجم تعليمات وتوجيهات والده الذي يعلم السعوديون جيداً قدرته على المزج بين التراث والحداثة، وما تشهده المملكة من حركة تنوير وإصلاح هي ترجمة لتراث خالد مع معاصرة حافلة بالتنوير والإصلاح.