خالد بن حمد المالك
لم يتغير أي شيء في توجهاتها، هي الآن كما كانت حين كتبت عنها منذ أربعة عشر عامًا، وموقفي منها لم يتغير، وهي أيضاً لم ولن تتغير، اقرأوا ما كنت كتبته عن قناة الجزيرة بتاريخ 17-11-2003م لتتأكدوا.
* *
لم يعد لدى الجزيرة - القناة!! - من رسالة تؤديها..
أو قضيّة تتبناها..
أو مشكلة تدلي بدلوها فيها..
إلا الوضع في المملكة وفق تخرُّصات جهابذتها..
إلا البحث عن لاعبين ممن يحسنون القيام بأدوار مشبوهة للإضرار بأمَّتهم والإساءة إلى أوطانهم..
* *
هكذا هي قناة الجزيرة..
لغز كبير يحيِّرنا وإن لم يثر استغرابنا..
كلما تمعنَّا بحقيقة من يحرك أفرادها..
أو اقتربنا من معرفة من يموِّل بهذا البذخ الكبير محطة كهذه دون إعلانات تغطي كامل نفقاتها..
يثيرنا الاستغراب أكثر حين يأخذنا السؤال - الُمرّ - إلى حقيقة الهدف المبطَّن لمثل هذه القناة المشبوهة..
* *
وبينما أمتنا العربية والمسلمة..
دولنا..
ومنطقتنا..
أحوج ما تكون إلى الاستقرار في مرحلة بالغة الخطورة..
وإلى نبذ الفُرقة باتجاه ما يوحد الكلمة ويقوّي الشعور بالوحدة الوطنية والإقليمية..
تأتي هذه القناة لتمارس - مع شديد الأسف - الدس الرخيص والعدوان الإعلامي السافر على كل ما هو عربي أو مسلم وإن خَصَّت المملكة - وهذا قدرها - بالنصيب الأوفر والأكبر من تلك البذاءات..
وكأن اختيار الزمان والمكان لإنشاء هذه القناة قد خطط له ليتناغم مع الطروحات الإسرائيلية المعلنة وغير المعلنة..
* *
ترى أين موقع إسرائيل في خريطة دعم هذه القناة وتوجيه سياساتها..؟
وكيف جيء بهؤلاء الذين يقدمون برامجها وجميعهم من خارج دولة قطر ومن هي الجهة أو الجهات التي قامت باختيارهم..؟
أسأل مرة أخرى، كيف سمح ويسمح القطريون لقناة تبث من أراضيهم ممارسة هذا العبث الإعلامي بهذه الغوغائية وبمثل هذا الإسفاف..؟
ألا يوجد رجل رشيد وحكيم وعاقل في قطر يقول لهم: لقد بلغ السيل الزبى وعليكم أن تكفُّوا عن إيذاء أمتكم؟
***
لم يحزنني - واللهِ - هذه المسلسلات من الشتائم للمملكة قيادة وشعباً..
ما أحزنني هو هذا التردّي في اللغة المستخدمة..
وهذا الانتقاء المضرّ بالأمة باختيارهم لمحاور مواضيع برامجهم هذا الأسلوب الرخيص لما يزعمون أنه الرأي والرأي الآخر ..
وإلا فنحن في المملكة مع من يدلنا على عيوبنا لتصحيحها..
ومع من يقول كلمة حق لا يُراد بها باطل فينا..
مع أن هذا أبعد ما تتسم به برامج قناة الجزيرة بأطروحاتها ومقدمي برامجها وجميعهم خليط ينتمون إلى جنسيات عربية من خارج المنطقة الخليجية.