«الجزيرة» - صالحة المجرشي:
يعتبر موسم الشتاء في السعودية المتنفس الحقيقي لمحبي الطبيعة، فمع دخول موسم الشتاء يتجه الكثيرون لإقامة المخيمات في البر، فيحزمون أمتعتهم وأغراضهم للبقاء أياماً مع عائلاتهم وأقربائهم بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها وعن أسلوب الحياة الرتيبة والتفاصيل اليومية المعتادة، حيث تمتلئ الرياض بأعداد كبيرة من المتنزهين للاستمتاع بحياة البر وأجواء الشتاء في المخيمات البرية، حيث تعتبر من العادات المتوارثة التي يحرص عليها معظم السعوديين.
فرصة للتجديد والاستمتاع وممارسة النشاطات:
أكد المواطن منصور العتيبي أن التخييم في فصل الشتاء والخروج إلى البر أيام البرد عادة قديمة متوارثة ومتجددة سنوياً، حيث إن أبرز ما يميز البر هو الأجواء الشتوية الرائعة وهطول الأمطار التي تؤدي إلى طلعات البر وسكنى الخيام. فيما أشار أبو موسى الحارثي أنه يحرص كل عام مع دخول فصل الشتاء على إقامة مخيم متكامل له مع أفراد عائلته وجيرانه المقربين ويعتبرها فرصة ليجتمع فيها الأهل والأصدقاء بعيداً عن إزعاج المدينة، وقضاء وقت ممتع في التسلية داخل المخيم وتبادل الأحاديث.
ويضيف الشاب عادل البارقي قائلاً: «إن أجواء البر مشجعة لممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، فأجواء البر مختلفة ومميزة عن أجواء المدينة تجعلك تنطلق وتمارس ما شئت من هوايات، مثل الرياضة وركوب الخيول ولعب كرة القدم والطائرة وركوب الدبابات والدراجات النارية»، مشيراً إلى أن لديه أصدقاء يمكثون في البر فترات طويلة ولا يعودون إلى منازلهم إلا عندما يريدون الاستحمام أو جلب ما ينقصهم وما يحتاجون إليه.
أما محمد البقمي فيرى أن منطقة التخييم تدعو للتجديد والإثارة والتواصل مع الأصدقاء والسهر حتى الصباح، والاستمتاع بالشواء وتناول الشاي والكرك والذرة المطهوة على الفحم إذ تتميز بنكهتها الخاصة والمختلفة.
إقبال متزايد وربح مضاعف:
تعتبر الخيام من أبرز متطلبات المواطنين في هذه الفترة، إضافةً إلى أدوات الشواء والطهي، ومن خلال ذلك وضح البائع عمر السيد أن محلات بيع مستلزمات التخييم تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين لشراء كافة أدوات التخييم، والمداخن وبيوت الشعر خاصةً التي تتميز بمقاومة الحرائق والرياح وتمنع دخول مياه الأمطار، مشيراً إلى أن فصل الشتاء يعتبر موسم ربح مضاعف لمثل هذه المحلات، حيث إن أسعار المخيمات مناسبة وفي متناول الجميع وتختلف على حسب الطلب وحجمه ومواصفته.
من جهته قال عبد الهادي حاج الذي يبيع الفحم والحطب في مدينة الرياض: «يفضل الكثير من الناس استخدام الحطب والفحم لما يجدون فيه من المتعة عند إشعال النار للتدفئة والطهي على الفحم، فأنا أحضر الحطب بنفسي من الأودية ومن ثم أخزنه بعد قطعه من الأشجار وأتركه لفترة طويلة حتى يجف تماماً بهدف بيعه، فمن الطبيعي أن ترتفع أسعار الفحم والحطب نتيجة زيادة الطلب عليه في فصل الشتاء، وذلك يعتمد على نوعية الحطب والفحم المحلي أو المستورد».
الشاي على الفحم.. غير!
للشاي المعد على الفحم مذاقٌ مختلفٌ ونكهة مميزة، هذا ما أجمع عليه معظم الناس المتنزهين من خلال إقبالهم المتزايد على بائعي الشاي والكرك المتواجدين في الأماكن التي يجتمع بها الناس سواء كان في البر أو الحدائق العامة أو على أرصفة الطريق، حيث أوضح أبو حمد الذي يملك عربة لبيع الشاي والكرك والقهوة العربية والذرة المطهوة على الفحم أن موسم الشتاء موسم ربح لمن يملك خبرة في التسويق لشيء معين يهم الشعب السعودي في هذه الفترة، مثل: الملابس الشتوية، المخيمات، متطلبات الشواء، وأضاف: «دائماً أشعر بأن البساطة التي يجدها الجميع فيما أقدمه لهم والمعاملة الحسنه مع الزبائن والمذاق المختلف للأصناف المعدة تعتبر أهم ما يجذبهم ويجعلهم يكررون الزيارة والطلب».