غسان محمد علوان
خسر الهلال فرصة جديدة لترسيخ زعامته على أكبر قارات العالم، رغم أنه قدم ذهابًا كل ما يملك، ووقف له الحظ وعدم التوفيق بشكل كبير فاق وقوف منافسه (المحترم) في تلك الليلة. أما في ظهر السبت الماضي فلم يقدم دياز فرقته بالشكل الأمثل، وبالطريقة الأنجح التي من شأنها تحقيق هدف واحد فقط، من شأنه قلب كل الأمور لمصلحة الهلال. فمع استحواذ الهلال للكرة في الجزء الأكبر من عمر اللقاء إلا أنه كان استحواذًا عقيمًا، أفاد الخصم أكثر مما أفاد فريقه.
قلتُ في مقال الأسبوع الماضي ما نصه: «فما الحل الآن والهلال قد اختبرنا وأفشل خططنا، هل ندافع ونكرر قصة الذهاب؟ فإن كررناها هل نضمن أن يقف الحظ معنا بذلك الشكل الغريب؟ فهل نهاجم إذًا؟ ونترك المساحات لفريق هجومي كالهلال، سيدخل بكل قوته لتعويض التعادل الماضي؟ هذه بالضبط الأسئلة المحيرة التي تكتنف مخيلة اليابانيين. في المقابل لا يستوطن مخيلة دياز ولاعبيه سوى سؤال واحد: كيف سنسجل أكثر من هدف؟». أسئلة عدة، استطاع تكتيكيًّا وفنيًّا مدرب الفريق الياباني الإجابة عنها بنجاح، في حين فشل دياز في الإجابة عن سؤال واحد يتيم.
السؤال الأهم الذي يشغل أذهان الزعماء الآن: إلى متى يا آسيا ستحرمين الهلال من لقبه السابع آسيويًّا والثالث في المسابقة نفسها؟ والإجابة بكل بساطة: ستحضر متى ما كتبها الله للهلال.
ولكنها لن تأتي والهلال يعجز عن تحقيق مركز متقدم في الدوري، أو عن تحقيق كأس الملك.
لن تأتي والهلال يعجز عن استخراج الرخصة الآسيوية.
لن تأتي والهلال يخرج من دور المجموعات أو من أول جولة إقصائية.
كل تلك المراحل تُعتبر حلمًا لدى غير الهلال. وفي الهلال هي أدنى حقوق جماهيره عليه.
إلى متى سيحاول الهلال الحصول عليها؟ إلى أن تخضع له صاغرة.
إلى متى والهلال وحده من تسلط عليه الأضواء قاريًّا؟ إلى أن يتخلى عن طموحاته الكبرى ويصطف مع قناعات الصغار؟ إلى متى والهلال هو النادي السعودي الوحيد الذي يعتبر ترشيحه بطلاً قبل إجراء قرعة النسخة الجديدة؟ إلى أن يتنازل طواعية لمن هو دونه عن عرش زعامة الكرة في وطننا الغالي.
قدر الهلال أن يسعى إلى ما بعد حدود السماء، وقدر غيره أن يقيم المآدب ويقدم القرابين ابتهاجًا بعثرة كبير القوم.
فعلى جماهير ولاعبي وإدارة الهلال رفع رؤوسهم عاليًا؛ فمن يضحك على عثراتهم لا يجرؤ أن يحلم بما تلامسونه من مجد. فبمجرد نظرة إلى فرقهم يعلمون مدى ضآلة آمالهم التي من الممكن أن تحققها لهم.
فإلى موعد جديد يا آسيا بعد الفراغ من موسم محلي جديد، يواصل الهلال من خلاله هيمنته على كل منافسيه.
خاتمة...
(لا يخشى السقوط مَن اعتاد الزحف على الأرض)