جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس غريباً أن تتسع مساحة الاهتمام بالحوار الذي أجراه سمو الأمير محمد بن سلمان مع الكاتب الأمريكي الأول في صحيفة نيويورك تايمز، بل هو متوافق تماماً مع الاهتمام الزائد والمتابعة المستمرة لما يجري هذه الأيام في المملكة العربية السعودية سياسياً واقتصادياً وفكرياً ضمن مسيرة الإصلاح التي تشهد تفاعلاً منذ بداية عهد سلمان.
وكون المملكة العربية السعودية إحدى أهم الدول في العالم التي تنفرد بالعديد من السمات التي تدعم ما يشهده العصر من متغيرات، فالمملكة التي أرسل الإسلام إشعاعه من أرضها ناقلاً السماحة والسلام والمساواة لكل البشر، والمملكة التي أثرت على حياة وسلوك العديد من المسلمين الذين يتعدون خمس العالم فلا بد أن تحدث الحركة التنويرية والإصلاحية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، تأثيراً على الكثير من المجتمعات الإسلامية وبالذات الشباب منهم الذين وجدوا فيه القائد الملهم الذي ظلوا ولسنين عديدة يبحثون عنه، وإن كانت الصدمات والأزمات التي يشهدها العالم الإسلامي لعدم وجود قائد ملهم قد دفعت بدولنا الإسلامية للمؤخرة بعد أن ابتلاها بقيادات متخلفة ذات نزعة شريرة وعدائية ولهذا فإن المجتمعات الإسلامية مستبشرة بظهور قائد شاب إسلامي متنور يقود الحراك الإصلاحي والتغيير للأفضل وفق مفهوم إسلامي منفتح، لا ينحصر تأثيره على المملكة العربية السعودية ولا الدول العربية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى الفضاء الإسلامي بأسره مؤثراً على الكثير من المجتمعات الأخرى، مغيراً من نظرتهم للمسلمين ومن تعاملهم الذي لا بد وأن يحسن من تفاهم وتعاون الشعوب والثقافات الإسلامية، ولذلك فليس مستغرباً أن يكون كل هذه المتابعة والاهتمام بآراء الأمير محمد بن سلمان وكون المملكة العربية السعودية وجهة استثمارية مهمة والتي ينظر إليها المستثمرون ككنز استثماري لم يحدهم من التوجه لها والمشاركة في مسيرتها التنموية المبشرة لهم ولأبنائها إلا ما يسمعونه من «دمامل الفساد» التي وجدت الجراح الماهر الذي عالجها ليس فقط بالعمل على تجفيفها بل استئصالها، والمعادلة بقدر ما هي بسيطة، إلا أنها لمحة ذكية وإجراء لا يقدم عليه إلا الذي لديه رؤية واضحة وخطة للقضاء على ما عانت منه المملكة والمنطقة والعديد من الدول النامية منها والمتقدمة.
يقول الأمير محمد بن سلمان للمحاور الأمريكي الكاتب الذي يتابع ما يكتبه سواء في صحيفته نيويورك تايمز أو على حسابه الإلكتروني ملايين القراء؛ أمريكيين وغير أمريكيين، ومنهم عرب وسعوديون كثير «ليس هناك من طريقة يمكن من خلالها القضاء على الفساد في جميع الطبقات، لذلك فإنه عليك أن ترسل الإشارة التي سيأخذها الجميع بجدية هي «أنك لن تنجو بفعلتك» ولقد شهدنا تأثيرها بالفعل وما زلنا نشهده.
الأمير ضرب مثالاً عن توقف كل «البروقراطيين» والمنتفعين وحتى الوسطاء عما كانوا يفعلونه في السابق، فالإشارة وصلت، فكل المفسدين أصبحوا مقتنعين بأنهم لن ينجوا بأفعالهم.