رجاء العتيبي
وسط انتصار دولي بدحر داعش في العراق وسوريا وليبيا إحدى أشد المنظمات الإرهابية عنفا وشراسة ودموية, نكون قد وصلنا إلى مرحلة متقدمة في القضاء على الإرهاب في العالم.
إن هزيمته التي شهدها العالم مؤخرا هي نصر تاريخي يضيء بارقة أمل للمجتمعات التي عانت الويلات بوجوده.
اندحار داعش في الموصل والرقة وبنغازي خلف وراءه مدنا غير قابلة للعيش فيها, شاهد العالم هذه المدن عبر محطات التلفزة خاوية على عروشها كنتيجة حتمية لما يفعله الإرهاب إذا دخل المدن, الإرهاب لا يعرف سوى لغة القتل والدمار والتجويع والهلاك وتقوى شوكته إذا وجد حضنا وملاذا يغذيه كما تفعل بعض الدول الراعية للإرهاب, ولكم أن تتخيلوا كم من الأموال والوقت والبشر يمكن أن تعيد تأهيل هذه المدن, أليس هذا دليلاً على شراسة الفكر المتطرف؟ هل ما زال في العالم دولة لديها ذرة إنسانية تقبل به أو تدعمه أو تؤيه أو تحتضنه أو ترعاه؟
هزيمته مؤخرا في مستوطناته التي احتلها وعقر داره التي رفع عليها أعلامه السود, لا يعني أن الإرهاب قد تلاشى وانتهى فما زال فكره منتشرا وجيوبه باقية هنا وهناك: على سبيل المثال في سينا ونيجيريا واليمن, ما يعني استمرار الجهود في محاصرته أينما حل وارتحل باعتبار الحرب ضد الإرهاب حربًا أزلية لا تنتهي, هي بمثابة قدر أصحاب الأهداف النبيلة الذين يسعون للسلم العالمي وأمان البشرية وسعادة الإنسان.
التحالف العسكري الإسلامي قال بصوت واحد: (لا .. للإرهاب) قالها ليسمعه العالم، ليسمعه الإنسان في كل مكان، فالمسلمون ليسوا دعاة للإرهاب ولا دعاة للفكر المتطرف، المجتمع الإسلامي ضد السياسات الطائفية التي تجعل من الإرهاب وقودا لها لأهداف توسعية وأطماع سياسية.
المجتمع الدولي يعلم جيداً أن الدول الإسلامية هي أول من اكتوى بنيران الإرهاب، حيث فجرت المساجد، وقتل الأبرياء وهم ركع سجود (مجزرة مسجد العريش مثال حي دماؤه ما زالت تقطر)، وقتل رجال الأمن والنساء والأطفال، واحتلت المدن والأقاليم وشاع الخراب في جنباتها.
اليوم يضع العالم الإسلامي يديه بأيدي بعض ليقف بحزم ضد التهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن وسلامة مجتمعاتنا، وانتصاراتنا المتتالية على الإرهاب في أكثر من موقع وضرباتنا الاستباقية له تدل على قوتنا وسلامة موقفنا.
التحالف العسكري الإسلامي -كما يؤكد- قادته ليس موجها ضد أحد, إنما يستهدف الإرهاب أينما كان مكانه, بصورة قد لا تكون الدولة بمفردها قادرة على هزيمته بسهولة لولا أن تحاربه مجتمعة مع الدول الإسلامية.