أ.د.عثمان بن صالح العامر
عرّجت في مقال الجمعة على حديث صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل، عن أركان التنمية والتطوير في المنطقة الذي اتسم بالحيوية والشفافية العالية التي عهدت عنه وعُرف بها - حفظه الله -، وتوقفت عند الأساس الأول والركن الشديد الذي أكد سموه الكريم أهميته ووجوب الأخذ به من قِبل الجميع، ألا وهو «التفاؤل» الشرط الأهم في الانخراط الفعلي لإنجاز مشاريعنا التنموية، العامة منها والخاصة، ومن بين الأركان التي مر عليها سموه الكريم في ثنايا ذلك اللقاء:
* الاختيار الجيد المدروس من قِبل الوزارات والإدارات المتوسطة للمعاونين في صناعة التنمية وفرق العمل المختصة.
* التمكين لا التكوين، إذ إننا في سباق مع الزمن، ولدينا في مؤسساتنا الحكومية من الكفاءات السعودية الشابة المتميزة التي تنتظر دورها في المشاركة الفعلية بالتنمية المستدامة في هذا الجزء الغالي من الوطن، فعلى المسئول التفتيش عن هذه الكفاءات وتوظيفها التوظيف الأمثل .
* التكامل بين قطاعات التنمية المختلفة ومؤسسات الدولة المتعددة التي كانت من قبل تعمل كأنها في جزر مستقلة، إذ نحن اليوم إزاء رؤية وطنية واحدة ولا مكان لدينا لمن يريد أن يعمل في محيطه الخاص بمعزل عن قطاعات التنمية الأخرى، فالحديث اليوم عن التنمية المناطقية الشاملة والمتكاملة والمستدامة المنبثقة عن برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 .
* التوظيف الأمثل للإعلام الجديد منه والقديم، واختيار اللغة الملائمة للحديث مع المواطنين بعيداً عن الأماني والطموحات الشخصية، وعدم إعطاء الوعود المستقبلية الجازمة دون تحديد جدولة زمنية واضحة.
* التركيز على نقاط القوة في المنطقة سياحياً وصناعياً وتجارياً، وهذا يوجب علينا أن نعمل مع الشركات والمؤسسات في إعادة خطط التوظيف لهذه النقاط بشكل أكثر فاعلية، ووضع المؤشرات الاقتصادية الدقيقة لقياس تقدمنا في هذا المضمار الهام .
* الاهتمام الفعلي بالأسر المنتجة وتنوع منتجاتها، والتسويق لها تسويقاً إلكترونياً مدروسًا عبر منصة خاصة بـ(أنتج أو صُنع في حائل) والذي في النهاية يَصب في خانة الصناعات السعودية التي نفتخر بها ونفاخر.
* مراعاة البعد الإنساني حين التعامل مع المواطن الذي يجب على الموظف الحكومي السعي الجاد في تقديم ما في الوسع خدمة له، فنحن جميعاً على رأس العمل من أجل المواطنين.
* عدم استعجال النتائج، فلكل مشروع وقته وظروفه التي يجب أن تؤخذ في الحسبان، وهذا لا يعني في المقابل التراخي والتهاون والتسويف والتكاسل في تحقيق الإنجازات، ولكن لا هذا ولا ذاك وإنما التوسط حين النظر للمشاريع حسب حجمها ونوعها وصعوبة العمل حين إنجازها على الوجه الصحيح.
* التسويق الجيد لحائل طول العام، فهي حرية بذلك ومؤهلة تأهيلاً كاملاً للوصول إلى العالمية الإيجابية في وقت قياسي قد لا يتوقعه أحد منا في الزمن المنظور.
* تركيز كل منا فيما أسند إليه من مهام وظيفية فهو مؤتمن عليها من قِبل القيادة، وعدم تضييع الوقت فيما لا ينفع، ومتى كان الجميع منجزاً حسب مكانه الوظيفي في الهرم الإداري فسنلبي احتياجات شريحة عريضة من المواطنين الذين ينتظرون الوفاء لهم حسب ما سنّه لهم النظام، وأقره لهم ولي الأمر.
* التركيز في طرح مبادرات حائل النوعية المتسقة تماماً مع روية 2030 والمتوافقة مع برنامج التحول الوطني 2020، والجامعة مدعوة لإنشاء حاضنات أعمال تمنحنا في المنطقة القدرة على توليد الأفكار وتبنّي المؤهلين للانخراط في برامجنا التنموية، وتسجيل براءات الاختراع والمنافسة العالمية في مضمار العلم وميادين المعرفة المختلفة.
دمتم بسلام وتقبلوا صادق الود، وإلى لقاء في مقال الجمعة، والسلام.