فهد بن جليد
أسبوع واحد يفصلنا عن بدء سعودة محلات الذهب بالكامل التي تنطلق يوم الأحد المقبل 3 ديسمبر -سيتم مُخالفة المحلات التي يعمل بها غير سعوديين بعد هذا التاريخ- وهي خطوة أخرى في طريق إتاحة فُرص العمل أمام الشباب السعودي، كنت أتمنى من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تقديم نماذج لقصص تحول بعض العمال الأجانب في هذه المحلات إلى تجار ومُستثمرين خلال فترات بسيطة في بلادنا, بعدما تعرفوا على أسرار الصنعة، وتسلحوا بالصدق والأمانة مع جريان الأموال الطائلة بين أيدهم، حتى يستفيد شبابنا من هذه التجارب، ويكونوا أكثر حماسة ودراية بحجم الخير والمكاسب التي تنتظرهم في هذا المجال.
نحن أمام تحدٍ كبير في الجولة الأخيرة لمشوار سعودة هذا القطاع الذي بدأ مُنذ 18 سنة ولم ينجح بعد، خصوصاً لناحية الذهب المغشوش والمُستعمل والعيارات غير الدقيقة وفلسفة العمل كاملاً، والتي تتسيدها جنسيات عربية مُحدَّدة بل وتمتلك بعضها إمَّا بنظام التستر أو الاستثمار والشراكات مع أقارب سعوديين أو خليجيين، ومُحاولات التوطين السابقة تؤكد رفضهم وانتفاضتهم ضد هذه الخطوات (بإغلاق المحلات وتجميد العمل) فترة من الزمن، حتى تعود الأمور إلى ماكانت عليه، مع النقص المتوقع في الخبرة والتدريب لمن سينخرطون للعمل في هذه المحلات -معاهد الذهب والمجوهرات خرَّجت سابقاً 5 آلاف سعودي- لم يعمل منهم في السوق سوى 5%، لأسباب عديدة أهمها مُمارسات غير السعوديين الطاردة للبائع والعامل سعودي، التي من المتوقع أن تستمر في الخفاء لتمارس ذات الأدوار السابقة في إغراء التجار وتطفيش الشباب، وهو الأمر الذي يتطلب تغييراً جذرياً في التكتيك وآلية العمل اليومية وربطها بنظام إلكتروني موَّحد لضمان نجاح الخطوة، وقطع الطريق أمام المُمارسات التقليدية السابقة، وفرض طرق ومعايير عمل جديدة تناسب هذه المرحلة في حال رغبتنا التوطين بجدية.
أصحاب محلات الذهب الأذكياء سيستفيدون من هذه الفُرصة لتوظيف بائعات ومسوقات سعوديات في الخطوط الأمامية لمحلاتهم -برأيي- لأنَّ مثل هذه الخطوة ستُساعد كثيراً في تنشيط المبيعات، خصوصاً وأن الشريحة الأكبر والأعظم من الزبائن والمتسوقين هم من النساء أنفسهم، دخول المرأة في قطاع الذهب والمجوهرات ليس جديداً، فهناك شركات ذهب محلية وخليجية بدأت مُبكراً في هذا الأمر، ونجحت في تحقيق أرباح، وتنظيم معارض، وخلق شراكات مع مُصممات ومسوقات وعارضات.
سعودة محلات الذهب خطوة هامة -حان وقتها- ولا يجب أن نتنازل عنها أو نؤخرها أكثر من ذلك، فهي تعني الكثير لاقتصاد البلد الذي يجب أن يمسك أبناؤه بكل مفاصله في كل الظروف.
وعلى دروب الخير نلتقي.