صيغة الشمري
لم يبق أحد لم يطلع على الحوار الصحفي الذي أجرته النيويورك تايمز مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحوار الذي أجراه الصحفي الداهية توماس فريدمان، هذا الصحفي المعروف بحدته وقوة طرحه لا سيما وهو المتخصص بشؤون الشرق الأوسط والضليع بكل ما يخص هذه المنطقة من معرفة قوية جدًا يكاد لا يملكها صحفي غيره، فرحت بما كتبه توماس فريدمان عن محمد بن سلمان وعن السعودية بمقدار فرحتي بإجابات محمد بن سلمان الصادقة والشجاعة التي لم نسمع بمثلها من قبل، كل مواطن سعودي حر وشريف ردد في نفسه الجملة التي استهل بها سمو ولي العهد حواره مع فريدمان، الحمد لله أننا لم نمت قبل أن نلتقيك ونسمع هذا الكلام ونرى الفعل الذي يسبق القول، نعم هي مثل ماكتبها توماس فريدمان ووصفها بربيع عربي سعودي يختلف عن ربيع الدول العربية الأخرى لكونه بدأ من الأعلى إلى الأسفل عكس أي ربيع عربي آخر، يقول فريدمان إنه لم يعتقد أنه سيعيش بما فيه الكفاية ليكتب مثل هذه العبارة (تجرى عملية الإصلاح الأكثر أهمية في أي مكان في الشرق الأوسط في السعودية)، لأنه عندما يكتبها فهو يعنيها بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، يكتبها وهو مؤمن ومتيقن بصدقها وحقيقتها، لأن هذا الصحفي بالذات لم يكن في تاريخه المهني الطويل والعريق أي كلمة مجاملة أو مداهنة لأي صاحب قرار في الشرق الأوسط وهو الذي يملك تاريخًا صحفيًا مليئًا بحوارات الزعماء والقادة والمؤثرين، قرأنا حوارًا صحفيًا لم نقرأ مثله من قبل لأي مسؤول سعودي، حوار يفرح الأصدقاء ويخيف الأعداء، يمكن تسميته عاصفة حزم وأمل أخرى، ميزة هذا الحوار أن كل ما قيل فيه تم تطبيقه على أرض الواقع، لم يكن للتسويق الإعلامي أو السياسي، لم يترك فريدمان سؤالاً مهمًا لم يقله لسمو الأمير الذي كانت إجاباته تفوق قوة الصحفي الأقوى في العالم، لأول مرة في تاريخ هذا الصحفي الشرس يكتب مثل هذا القناعات المبهجة لا سيما وهو الذي لا تملى عليه أي قناعة غير ما يراه ويقتنع به، حوار صحفي يؤكد بأننا نعيش زمن سعودية جديدة على يد قائد شجاع وصادق ويحمل رسالة إنسانية عظمى نسأل الله أن ينصره ويحفظه ويوفقه بالبطانة الصالحة التي تكون بحجم اسمه وقامته الشاهقة.