مع التطور المستمر لوسائل الاتصال وفي عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، تلعب التقنية دوراً بارزاً في تثقيف أطفالنا، حيث انتشرت هذه الوسائل التقنية بين أطفالنا وتيسّر استخدامها والتعامل معها منذ المراحل السنية المبكرة. وترجع أهمية شبكة الإنترنت في تثقيف أطفالنا إلى كونها مصدراً معلوماتياً مهماً للحصول على المعلومات، فهي تشجع ميول الطفل الطبيعية إلى اكتشاف الأشياء الجديدة، وتوفر أيضاً نشاطات حاسوبية تسهم في تنمية احترام الذات والذكاء والذاكرة . وتعد التقنية أداة تعليمية مهمة للأطفال فهي تجعل عملية التعلّم نفسها أكثر متعة، ومن أهم متطلبات قيام وسائل الاتصال بدور إيجابي في تثقيف الطفل هو توظيف هذه الوسائل في تنمية قدرات الطفل في التعامل مع ما يتميّز به العصر من تحديات علمية ومنتجات تكنولوجية وإكساب الطفل المفاهيم الأساسية عن نفسه وعن بيئته، كما تنمي مهارات التساؤل والاستقصاء والتجريب.
ويتم توجيه الأطفال إلى استخدام الأسلوب العلمي في التفكير ومساعدة الأطفال على اكتساب بعض الاتجاهات والاهتمامات العلمية والاستناد إليها في مواجهة المشكلات اليومية... ويبقى دور الوالدين والأسرة والمدربين في توجيه الأطفال إلى الاستخدام الأمثل للإنترنت وتطبيقاته والابتعاد عن المواقع المشبوهة ومراقبتهم مع تنمية الوازع الديني في نفوسهم لننعم بجيل واع مثقف يستخدم كل ما يطرأ عليه من مستجدات استخداماً ينفعه في نفسه ودينه ووطنه...
وإن الثقافة السائدة في أي شعب من الشعوب كثيراً ما تجبر الفرد بما لها من قوة جبرية وإلزام وسيطرة مستمدة من العادات والتقاليد والقيم على أعمال أو ممارسات قد تضر بالناحية الجسمية أضراراً كبيرة...
ولا جدال في أن الثقافة تؤثِّر في الناحية العقلية الشخصية خاصة الناحية المعرفية الفكرية، فالفرد الذي يعيش في جماعة تسود في ثقافتها العقائد الدينية أو الأفكار السحرية تنشأ عقليته وأفكاره متأثرة بذلك... وتؤثّر الثقافة في النمو الانفعالي من خلال التكوين المزاجي، كالتكوين الجسمي والقدرات العقلية المعرفية، حيث يعتبر المواد الخام التي تكون على أساسها الخلق وأساليب السلوك، وتتضمن الناحية المزاجية للشخصية، ولا بد أن نوضح أن الثقافة لا تغيّر نوع أو طبيعة الانفعالات نفسها، بل هي تؤثِّر في كيفية التعبير عنها أوفي تحديد وتعيين الظروف والمواقف التي تثيرها...
وهناك صلة كبيرة وتداخل مستمر بين النواحي الخلقية والنواحي العقلية والمزاجية للشخصية، فالسرقة مثلاً تعتبر من الجرائم في المجتمعات الحديثة ولكنها كانت مباحة في كثير من الشعوب البدائية القديمة.
** **
سارة سعد العريفي - ماجستير طفولة مبكرة - جامعة الملك سعود
ثقافة أطفالنا والإنترنت
sarah.alarifi.3@gmail.com